مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٣٢٣
فصل وجدنا للأول قوله: أقيلوني فلست بخيركم، والله ما يعلم إمامكم حين يقول أصاب أم أخطأ، وفي الشجاعة وجدناه لم يجر له حسام قط، ووجدناه في النسب تيمي، وأين تيم من هاشم، وأين مقام الدمنة من البحر، والجواهر من الصخر.
فصل ووجدنا الإجماع (1) أنه لمن تبع عليا، ومن هذا الفرق والبيان إما أن يكون الحق مع الجاهل ثم يكون هو الإمام، أو يكون الحق مع العالم الحاكم وهو علي، فيكون علي هو الإمام، فلا ينجو إلا من تبع عليا، ورافق أولياءه وفارق أعداءه، وهذا مما رواه أئمة الإسلام مثل أبي عبد الله البخاري في صحيحه، وأبي داود في سننه، وأبي علي الترمذي في جامعه، وأبي حامد القزويني وابن بطة في مجالسه، واتفق الجمع على تصحيحه فصار إجماعا (2).

(١) المقصود به أن الخبر الذي أشار إليه في صدر الفصل: وإني تارك فيكم الثقلين، وأصحابي كالنجوم.
وإنه وجد الاجماع به لمن تبع عليا.
(٢) قال جمال الدين النيسابوري في الأربعين: حديث الغدير تواتر عن أمير المؤمنين وهو متواتر عن النبي صلى الله عليه وآله (نقلا عن حاشية إحقاق الحق: ٢ / ٤٢٣).
وقال في الأزهار في مناقب إمام الأبرار: وقد تواتر هذا الخبر حد التواتر (هامش مناقب ابن المغازلي:
١٦ ح ٢٣ ط. طهران).
وقال الحافظ الجزري بعد ذكر نص الغدير: هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه كثيرة، تواتر عن أمير المؤمنين علي وهو متواتر أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله رواه الجم الغفير عن الجم الغفير، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم. (أسمى الناقب: ٢٢ - ٢٣ ح ٢).
وقال شمس الدين الذهبي: هذا الحديث متواتر (نقلا عن حاشية إحقاق الحق: ٢ / ٤٢٣).
وقال السيوطي: إنه حديث متواتر (البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث: ٣ / ٢٣٤ ح ١٥٧٦، والغدير: ١ / ٣٠٠ عن الأزهار المتناثرة للسيوطي).
وممن صرح بتواتره: المناوي في التيسير نقلا عن السيوطي، وشارح المواهب اللدنية، والمناوي في الصفوة (نظم المتناثر من الحديث المتواتر: ٢٠٦ ح 232).
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»