والمكان الأدنى؟ وليس بينه وبين رسول الله ووليه سر، وهذا رمز، وحله أن ليس بينهم وبين الله واسطة من الخلق، ولا أول في السبق، ولا أقرب إلى حضرة الحق، لأنهم الخلق الأول والعالم الأعلى، والكل تحت رفعتهم، لأن الأعلى محيط بالأدنى في ضرورة الولي يعلمه، وإليه الإشارة فكل ما أبرزه الله من الغيب وبسطه قلمه في اللوح المحفوظ فإن النبي والولي يعلمه، وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وآله: (إن الله أطلعني على ما شاء من غيبه وحيا وتنزيلا وأطلعك عليه إلهاما، وإن الله خلق من نور قلبك ملكا فوكله باللوح المحفوظ، فلا يخط هناك غيب إلا وأنت تشهده (1).
فالنبي والولي مطلعان على علم الغيب، لكن النبي لا ينطق به إلا مع الأمر لأنه الرسول (2)، وإليه الإشارة بقوله:
(ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه) (3)، وأما الولي في النطق بالغيب مطلق