خالفه وعاداه، فبشر عليا أن له هذه الكرامة مني وأني سأخرج من صلبه أحد عشر نقيبا منهم سيد يصلي خلفه المسيح ابن مريم يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، فقلت: ربي متى يكون ذاك؟ فقال: إذا رفع العلم، وكثر الجهل، وكثر القراء، وقل العلماء، وقل الفقهاء، وكثر الشعراء، وكثر الجور والفساد، والتقى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وصارت الأمناء خونة، وأعوانهم ظلمة، فهناك أظهر خسفا بالمشرق وخسفا بالمغرب، ثم يظهر الدجال بالمشرق، ثم أخبرني ربي ما كان وما يكون من الفتن من أمية وبني العباس، ثم أمرني ربي أن أوصل ذلك كله إلى علي فأوصلته إليه وعن أمر الله (1).
ومن ذلك من كراماته صلى الله عليه وآله ما رواه ابن عباس قال: لما زوج النبي عليا بفاطمة، استدعى تميرات وفضلة من سمن عربي، وحفنة من سويق، وجعلها في قصعة كانت لهم، ثم فركه بيده الشريفة التي هي منبع البركات ومعدن الخيرات، وفياض النعمات، ورحمة أهل الأرض والسماوات، ثم قال:
قدموا الصحاف والجفان والقصاع، فقدمت، فلم يزل يملأ من ذلك الهيس الجفان ويحملونها بيوت المهاجرين والأنصار، والقصعة تمتلئ وتفيض حتى اكتفى سائر الناس والقصعة على حالها. (2) ومن كراماته صلى الله عليه وآله ومكاشفاته مما تكلم به عند موته والناس حوله فقال: ابيضت وجوه واسودت وجوه، وسعد أقوام وشقى آخرون، سعد أصحاب الكساء الخمسة، وأنا سيدهم ولا فخر، عترتي عترة أهل بيتي السابقون أولئك المقربون، سعد من تبعهم وشايعهم، على ديني ودين آبائي، أنجزت موعدك يا رب، واسودت وجوه أقوام يردون ظمأ إلى نار جهنم مرق البغل الأول الأعظم، والآخر والثاني حسابهم على الله، وثالث ورابع كل امرئ بما كسب رهين، وعلقت الرهون، واسودت الوجوه، وهلكت الأحزاب وقادت الأمراء بعضها بعضا إلى النار، كتاب دارس وباب مهجور وحكم بغير علم، مبغض علي وآل علي في النار، محب علي وآل علي في الجنة (3).