أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ٩
وجزيل مننه وإحسانه، وأن التارك للدنيا الزاهد فيها مثله كمثل الشمعة التي تحرق نفسها لتضئ الدرب للآخرين.
وأتبعه بفصل عن الدليل على حدوث الإنسان وإثبات محدثه، استدل فيه بدليل الخلقة وغيره من الأدلة على إثبات الخالق تعالى، وفرع عليه وجوب الشكر على النعمة، وفسر الشكر بأنه الاعتراف بالنعمة مع تعظيم منعمها، ومن أولى من الله تعالى بالشكر على نعمه الوافرة؟
ثم ساق لنا كتاب (البرهان على ثبوت الإيمان) لأبي الصلاح التقي بن نجم بن عبيد الله الحلبي، وهذا من مميزات الكتاب حيث حفظ لنا نسخة من هذا الكتاب الذي تخلو فهارس المكتبات المخطوطة - في حدود اطلاعنا - عن نسخة منه.
وأتبعه بالخطبة الخالية من الألف المنقولة عن أمير المؤمنين عليه السلام.
وعقبها بفصل في فضل العلم والعلماء، يذكر فيه نصيحة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الطويلة لكميل التي يقول في فقرة منها:
(يا كميل، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق، وصنيع المال يزول بزواله ".
ثم يتحدث عن أهمية القرآن في حياة المسلمين فيذكر: قوله (عليه السلام): " قراءة القرآن أفضل من الذكر، والذكر أفضل من الصدقة، والصدقة أفضل من الصيام، والصوم جنة من النار ".
ثم يتطرق إلى صفات المؤمن وخلاله الحسنة فيذكر أحاديث منها:
قال أبو عبد الله عليه السلام: " من سرته حسنته، وساءته سيئته فهو مؤمن ".
وفي الكتاب من المواعظ والحكم الشئ الكثير، والتذكير بما حرم الله، والأمر بغض الأبصار، والخضوع في العبادة والتواضع.
وفيه ذكر صفات المؤمنين وكيف أن قلوبهم خاشعة وأبدانهم طيعة في عبادة رب العالمين.
وذكر أوصاف شيعة علي المرتضى، وكيف أن شفاههم ذابلة، ووجوهم
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»