أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ٣٣٩
الحادي والعشرون: عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، واعدد نفسك في الموتى، وإذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك لسقمك، ومن شبابك لهرمك، ومن حياتك لوفاتك، فإنك لا تدري ما اسمك غدا " (1).
الثاني والعشرون: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض خطبه أو مواعظه: " أيها الناس، لا تشغلنكم دنياكم عن آخرتكم، فلا تؤثروا أهواءكم على طاعة ربكم، ولا تجعلوا إيمانكم ذريعة إلى معاصيكم، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، ومهدوا لها قبل أن تعذبوا، وتزودوا للرحيل قبل أن تزعجوا، فإنما هو موقف عدل، واقتضاء حق، وسؤال عن واجب، وقد أبلغ في الإعذار من تقدم بالإنذار " (2).
الثالث والعشرون: عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول - عند منصرفه من أحد، والناس محدقون به، وقد أسند ظهره، إلى طلحة -: " أيها الناس، أقبلوا على ما كلفتموه (3) من إصلاح آخرتكم، وأعرضوا عما (4) ضمن لكم من دنياكم، ولا تستعملوا جوارحا غذيت بنعمته في التعرض لسخطه بمعصيته (5)، واجعلوا شغلكم في التماس مغفرته، واصرفوا همتكم بالتقرب إلى طاعته، إنه من بدأ بنصيبه من الدنيا فاته نصيبه من الآخرة، ولم يدرك منها ما يريد، ومن بدأ بنصيبه من الآخرة وصل إليه من الدنيا " (6).
الرابع والعشرون: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إياكم وفضول المطعم، فإنه يسم القلب بالقسوة، ويبطئ بالجوارح عن الطاعة، ويصم الهمم عن سماع الموعظة، وإياكم وفضول النظر، فإنه يبذر الهوى،

1، 2 - البحار 77: 181 عن أعلام الدين.
3 - في الأصل: كفلتموه، وما أثبتناه من البحار.
4 - في الأصل: عمن، وما أثبتناه من البحار.
5 - في البحار: بنقمته.
6 - البحار 77: 182 عن أعلام الدين.
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»