أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ٣٣٧
بمثلهما: طول الصمت، وحسن الخلق " (١).
الحديث الخامس عشر عن ابن عمر قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطبة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فكان مما ضبطت منها:
" أيها الناس، إن أفضل الناس من تواضع عن رفعة، وزهد عن غنية، وأنصف عن قوة، وحلم عن قدرة، ألا وإن أفضل الناس عبد أخذ من الدنيا الكفاف، وصاحب فيها العفاف، وتزود للرحيل، وتأهب للمسير، ألا وإن أعقل الناس عبد عرف ربه فأطاعه، وعرف عدوه فعصاه، وعرف دار إقامته فأصلحها، وعرف سرعة رحيله فتزود لها، ألا وإن خير الزاد ما صحبه التقوى، وخير العمل ما تقدمته النية، وأعلى الناس منزلة عند الله أخوفهم منه " (٢).
الحديث السادس عشر: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إنما يؤتى الناس يوم القيامة من إحدى ثلاث: إما من شبهة في الدين ارتكبوها، أو لشهوة للذة آثروها، أو عصبية لحمية أعملوها، فإذا لاحت لكم شبهة في الدين فاجلوها باليقين، وإذا عرضت لكم شهوة فاقمعوها بالزهد، وإذا عنت لكم غضبة فادرؤوها بالعفو، إنه ينادي مناد يوم القيامة: من كان له على الله أجر فليقم، فلا يقوم إلا العافون، ألم تسمعوا قوله تعالى ﴿فمن عفا وأصلح فأجره على الله﴾ (3) " (4).
السابع عشر: قال عبد الله بن مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " قال الله تعالى: ابن آدم، يؤتى كل يوم برزقك وأنت تحزن، وينقص كل يوم من عمرك وأنت تفرح، أنت فيما يكفيك، وتطلب ما يطغيك (5)، لا بقليل تقنع، ولا من كثير تشبع " (6).
الحديث الثامن عشر: عن أبي هريرة قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالس، إذ رأيناه ضاحكا حتى بدت ثناياه، فقلنا: يا رسول الله، مما ضحكت؟

١ - البحار ٧٧: ١٧٩ عن أعلام الدين.
٢ - البحار ٧٧: ١٧٩ عن أعلام الدين.
٣ - الشورى ٤٢: 40.
4 - البحار 77: 180 عن أعلام الدين.
5 - في الأصل: ما يطيعك، وما أثبتناه من البحار.
6 - البحار 77: 180 عن أعلام الدين.
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»