أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ٣٣٦
باطل جمعه " (1).
الحديث الثاني عشر: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أيها الناس، إن الرزق مقسوم، لن يعدوا امرؤا ما قسم له، فأجملوا في الطلب، وإن العمر محدود، لن يتجاوز أحد ما قدر له، فبادروا قبل نفاذ الأجل، والأعمال محصية " (2).
قال السيد: الوجه في محصاة لن يهمل منها صغيرة ولا كبيرة، فأكثروا من صالح العمل.
" أيها الناس، إن في القنوع لسعة، وإن في الاقتصاد لبلغة، وإن في الزهد لراحة، وإن لكل عمل جزاء، وكل آت قريب ".
الحديث الثالث عشر: عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في بعض خطبه أو مواعظه: " أما رأيتم المأخوذين على الغرة، والمزعجين بعد الطمأنينة!؟ الذين أقاموا على الشبهات، وجنحوا إلى الشهوات، حتى أتتهم رسل ربهم، فلا ما كانوا أملوا أدركوا، ولا إلى ما فاتهم رجعوا، قدموا على ما عملوا، وندموا على ما خلفوا، ولن يغني الندم، وقد جف القلم، فرحم الله امرءا قدم خيرا، وأنفق قصدا، وقال صدقا، وملك دواعي شهوته ولم تملكه، وعصى أمر نفسه فلم تهلكه (3) " (4).
الحديث الرابع عشر: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أيها الناس، لا تعطوا الحكمة غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تعاقبوا ظالما فيبطل فضلكم، ولا تراؤا الناس فيحبط عملكم، ولا تمنعوا الموجود فيقل خيركم.
أيها الناس، إن الأشياء ثلاثة: أمر استبان رشده فاتبعوه، وأمر استبان غيه فاجتنبوه، وأمر اختلف عليكم فردوه إلى الله.
أيها الناس، ألا أنبئكم بأمرين، خفيف مؤنتهما، عظيم أجرهما، لم يلق الله

1 - ذكره المصنف في إرشاد القلوب: 48، وأخرجه المجلسي في البحار 77: 179 عن أعلام الدين، وفيهما مثل ما في المتن من نقص.
2 - البحار 77: 179 عن أعلام الدين.
3 - في البحار: فلم تملكه.
4 - أخرجه المجلسي في البحار 77: 179 عن أعلام الدين.
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»