أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ٣٣١
يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه ورضوانه، الحسن بن أبي الحسن الديلمي، أعانه الله على طاعته، وتغمده برأفته ورحمته: إنني حيث سمعت عن النبي صلى الله عليه وآله يقول: " من حفظ عني أربعين حديثا حشره الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا " رغبني ذلك أن أحفظ مائة وأربعين حديثا، أولها الأربعون حديثا التي رواها ابن ودعان (1)، بحذف الإسناد المذكور في كتب الأحاديث.
الحديث الأول عن أنس بن مالك قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله على ناقته العضباء فقال:
" أيها الناس، كأن الموت فيها على غيرنا كتب، وكأن الحق على غيرنا وجب، وكأن الذين نشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون، نبوئهم أجداثهم ونأكل تراثهم، كأنا مخلدون بعدهم، قد نسينا كل واعظة، وأمنا كل جائحة (2)، طوبى لمن أنفق ما اكتسبه من غير معصية، وجالس أهل الفقه والحكمة، وخالط (3) أهل الذلة والمسكنة، طوبى لمن ذلت نفسه، وحسنت خليقته، وصلحت سريرته، وعزل عن الناس شره، طوبى لمن أنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة ولم تستهوه البدعة " (4).
الثاني: عن خليفة (5) بن الحصين قال: سمعت قيس بن عاصم المنقري يقول:
قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله، في وفد من جماعة بني تميم، فقال لي:

١ - هو محمد بن علي بن عبيد الله بن أحمد بن صالح بن سليمان بن ودعان الموصلي، أبو نصر قاضي الموصل. ولد في ليلة النصف من شعبان من سنة ٤٠١ ه‍ وتوفي سنة ٤٩٤ ه‍ عقيب رجوعه من بغداد. انظر " ميزان الاعتدال ٣: ٦٥٧، لسان الميزان ٥: ٣٠٥، أعلام الزركلي ٦: ٢٧٧، كشف الظنون ١: ٦٠ ".
- الجائحة: الآفة التي تهلك الثمار وتستأصلها، وكل مصيبة عظيمة وفتنة مبيرة جائحة " مجمع البحرين - ٢: ٣٤٧ ".
٣ - في الأصل: خالف، وما أثبتناه من البحار.
٤ - البحار ٧٧: ١٧٥ / ١٠ عن أعلام الدين.
٥ - في الأصل والبحار: علقمة، تصحيف صحته ما في المتن، وهو خليفة بن حصين بن قيس بن عاصم التميمي المنقري، روى عن أبيه حصين بن قيس وجده قيس بن عاصم وعلي بن أبي طالب عليه السلام انظر " تهذيب التهذيب ٣: ١٥٩ ".
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»