أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ٢٣٣
منهم، أحمد، صاحب الجمل الأحمر، والوجه الأقمر، المشرق بالنور، الطاهر القلب، الشديد البأس، الحيي المتكرم، فإنه رحمة للعالمين، وسيد ولد آدم يوم يلقاني، أكرم السابقين علي، وأقرب المرسلين عندي، وهو العربي الأمي الديان بديني، الصابر في ذاتي، المجاهد المشركين بيديه عن ديني، أن تخبر به بني إسرائيل، وتأمرهم أن يصدقوا به، وأن يتبعوه وينصروه.
يا عيسى، كل ما يقربك مني قد دللتك عليه، وكل ما يباعدك مني قد نهيتك عنه، فارتد (1) لنفسك.
يا عيسى، إن الدنيا حلوة، وإنما استعملتك فيها، فجانب منها ما حذرتك، وخذ منها ما أعطيتك عفوا.
يا عيسى، انظر في عملك نظر العبد المذنب الخاطئ، ولا تنظر في عمل غيرك بمنزلة الرب، كن فيها زاهدا، ولا ترغب فيها فتعطب.
يا عيسى، اعقل وتفكر، وانظر في نواحي الأرض، كيف كان عاقبة الظالمين!؟
يا عيسى، كل وصفي نصيحة لك، فقل الحق وأنا الحق المبين، فحقا أقول: لئن أنت عصيتني بعد أن أنبأتك، ما لك من دوني ولي ولا نصير.
يا عيسى، أذل قلبك بالحسنة، وانظر إلى ما هو أسفل منك ولا تنظر إلى من هو فوقك، واعلم أن رأس كل خطيئة أو ذنب هو حب الدنيا، فلا تحبها فإني لا أحبها.
يا عيسى، أطب لي قلبك، وأكثر ذكري في الخلوات، واعلم أن سروري أن تبصبص (2) إلي، كن في ذلك حيا ولا تكن ميتا.
يا عيسى، لا تشرك بي شيئا، وكن مني على حذر، ولا تغتر بالنصيحة، ولا تقنط نفسك، فإن الدنيا كفئ زائل، وما أقبل منها كما أدبر، فنافس في الصالحات جهدك، وكن مع الحق حيث ما كان، وإن قطعت وحرقت بالنار فلا تكفر بي بعد المعرفة، ولا تكن من الجاهلين، فإن الشئ يكون مع الشئ.

1 - ارتد: أطلب " الصحاح - رود - 2: 478 ".
2 - قال الطريحي في مجمع البحرين - بصص - 4: 164: وفي الحديث القدسي " يا عيسى سروري أن تبصبص إلي " أي تقبل إلي بخوف وطمع، ونقل الشهيد محمد بن مكي رحمه الله عن أبي جعفر ابن بابويه أن البصبصة: أن ترفع سبابتك إلى السماء وتحركها وتدعو.
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»