أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ٢٢٢
يا موسى، انظر إلى الأرض فإنها عن قريب قبرك، وارفع رأسك إلى السماء فإن قومك ملكا عظيما، وابك على نفسك ما كنت في الدنيا، وتخوف العطب والمهالك، ولا تغرنك زينة الدنيا وزهرتها، ولا ترض بالظلم، ولا تكن ظالما فإني للظالمين رصيد حتى آخذ منهم للمظلوم.
يا موسى، إن للحسنة عشرة أضعاف، ومن السيئة الواحدة الهلاك، لا تشرك بي، لا يحل لك أن تشرك بي، قارب وسدد، وادع دعاء الطامع الراغب فيما عندي، النادم على ما قدمت يداه، فإن سواد الليل يمحوه النهار، وكذلك السيئة تمحوها الحسنة، وغشوة الليل تأتي على ضوء النهار، وكذلك السيئة تأتي على الحسنة الجليلة فتسودها (1).
أحمد بن الحسن الميثمي، عن رجل من أصحابه قال: قرأت جوابا من أبي عبد الله إلى رجل من أصحابه: " أما بعد، فإني أوصيك بتقوى الله - عز وجل - فإن الله قد ضمن لمن اتقاه، أن يحوله عما يكره إلى ما يحب، ويرزقه من حيث لا يحتسب [فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم ويأمن العقوبة من ذنبه، فإن] (2) الله جل وعز لا يخدع عن دينه (3)، ولا ينال ما عنده إلا بطاعته، إن شاء الله " (4).
عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين - صلوات الله عليهما - قال: كان يقول: " إن أحبكم إلى الله - جل وعز - أحسنكم عملا، وإن أعظمكم عند الله عملا أعظمكم فيما عنده رغبة، وإن أنجاكم من عذاب الله أشدكم خشية لله، وإن أقربكم من الله أوسعكم خلقا، وإن أرضاكم عند الله أشبعكم على عياله، وإن أكرمكم على الله جل وعز أتقاكم لله " (5).
عبد الله بن سليمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " قال (6) أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ليأتين على الناس زمان يظرف فيه الفاجر، ويقرب فيه الماجن،

١ - الكافي ٨: ٤٢ / ٨، تنبيه الخواطر ٢: ٤٢.
٢ - أثبتناه من الكافي وتنبيه الخواطر.
٣ - في الكافي وتنبيه الخواطر: جنته.
٤ - الكافي ٨: ٤٩ / ٩، تنبيه الخواطر ٢: ٤٦.
٥ - الكافي ٨: ٦٨ / 24، تنبيه الخواطر 2: 46.
6 - في الأصل زيادة: لي.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»