كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (قسم الإلهيات) (تحقيق السبحاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢٠٥
الإمامة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
قال: ولم يكن عارفا بالأحكام حتى قطع يسار سارق، وأحرق بالنار (1)، ولم يعرف الكلالة ولا ميراث الجدة (2) واضطرب في أحكامه، ولم يحد خالدا ولا اقتص منه (3).
أقول: هذا طعن آخر في أبي بكر، وهو أنه لم يكن عارفا بالأحكام فلا يجوز نصبه للإمامة.
أما المقدمة الثانية فقد مرت، وأما الأولى فلأنه قطع سارقا من يساره وهو خلاف الشرع، وأحرق الفجاءة السلمي بالنار وقد نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك وقال: " لا يعذب بالنار إلا رب النار ".
وسئل عن الكلالة فلم يعرف ما يقول فيها ثم قال: أقول فيها برأيي فإن كان صوابا فمن الله، وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان، والحكم بالرأي باطل.
وسألته جدة عن ميراثها فقال: لا أجد لك شيئا في كتاب الله ولا سنة نبيه، ارجعي حتى أسأل، فأخبره المغيرة بن شعبة ومحمد بن مسلمة أن النبي

(١) السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ٢٧٣ باب السارق..، المستدرك للحاكم: ٢ / ٣٠٣ و ٣٠٤، وسنن ابن ماجة باب الكلالة: ٢ / ٩١٠، الحديث ٢٧٢٦ و ٢٧٢٧ و ٢٧٢٨.
(٢) سنن ابن ماجة: ٢ / ٩٠٩ رقم الحديث: ٢٧٢٤.
(٣) تاريخ الإسلام للذهبي (عهد الخلفاء الراشدين): ٣٢ - ٣٧، تاريخ الطبري: ٢ / ٥٠٢ - ٥٠٣، أفست ليدن - بيروت مؤسسة الأعلمي، وتفصيل كل هذه الفصول في الغدير: ٧ / 73 - 330، الشافي:
4 / 161.
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»