كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (قسم الإلهيات) (تحقيق السبحاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢٠٢
فاجتنبوني لئلا أوثر في أشعاركم وأبشاركم! (1) وهذا يدل على اعتراض الشيطان له في كثير من الأحكام، ومثل هذا لا يصلح للإمامة.
قال: ولقول عمر: كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها! فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه.
أقول: هذا دليل آخر يدل على الطعن فيه لأن عمر كان إماما عندهم وقال في حقه: كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها! فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه (2).
فبين عمر أن بيعته كانت خطأ على غير الصواب وأن مثلها مما يجب فيه المقاتلة، وهذا من أعظم ما يكون من الذم والتخطئة.
قال: وشك عند موته في استحقاقه للإمامة.
أقول: هذا وجه آخر يدل على عدم إمامة أبي بكر، وهو أنه قال لما حضرته الوفاة: ليتني كنت سألت رسول الله هل للأنصار في هذا الأمر حق؟ (3)

(١) الإمامة والسياسة في ضمن خطبة لأبي بكر: ١ / ١٦، مطبعة مصطفى محمد - مصر، الصواعق المحرقة لابن حجر خطبة أبي بكر ص ١٢، طبع شركة الطباعة الغنية المتحدة: ١٣٨٥.
راجع لبقية المصادر: شرح النهج لابن أبي الحديد: ٦ / ٢٠، السبعة من السلف للسيد الفيروزآبادي: ص ٩ - ١٢.
(٢) مسند أحمد: ١ / ٥٥، أفست دار الفكر، التمهيد للباقلاني: ١٨٤ - ١٩٦، صحيح البخاري: ٨ / 208 - 211، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت، ط مطابع الشعب - بيروت 1378، الصواعق المحرقة: 10 - 14.
(3) الإمامة والسياسة لابن قتيبة: ص 17 - 18، تحت عنوان: مرض أبي بكر واستخلافه عمر.
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»