كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (قسم الإلهيات) (تحقيق السبحاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢٠١
لم تدعه أو يعطيها إياها بالميراث.
قال: وأوصت أن لا يصلي عليها أبو بكر، فدفنت ليلا!!
أقول: هذا وجه آخر يدل على الطعن في أبي بكر، وهو أن فاطمة عليها السلام لما حضرتها الوفاة أوصت أن لا يصلي عليها أبو بكر، غيظا عليه ومنعا له عن ثواب الصلاة عليها، فدفنت ليلا ولم يعلم أبو بكر بذلك، وأخفي قبرها لئلا يصلي على القبر (1)، ولم يعلم بقبرها إلى الآن.
قال: ولقوله: أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم!!
أقول: هذا وجه آخر في الطعن على أبي بكر، وهو أنه قال يوم السقيفة:
أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم! (2) وهذا الإخبار إن كان حقا لم يصلح للإمامة لاعترافه بعدم الصلاحية مع وجود علي عليه السلام، وإن لم يكن حقا فعدم صلاحيته للإمامة حينئذ أظهر.
قال: ولقوله إن له شيطانا يعتريه.
أقول: هذا دليل آخر على عدم صلاحيته للإمامة، وهو ما روي عنه أنه قال مختارا: وليتكم ولست بخيركم! فإن استقمت فاتبعوني، وإن اعوججت فقوموني، فإن لي شيطانا عند غضبي يعتريني!!، فإذا رأيتموني مغضبا

(١) صحيح البخاري: ٥ / 177، ط مطابع الشعب - بيروت 1378، المستدرك للحاكم: 3 / 162 - 163، طبعة دار المعرفة - بيروت.
(2) شرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 169، التمهيد: 190، 193، 195. منهاج البراعة للخوئي:
3 / 57، الصواعق المحرقة: 11، الإمامة والسياسة: 1 / 14 طبع مطبعة مصطفى محمد، شرح النهج لابن أبي الحديد: 6 / 20.
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»