كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (قسم الإلهيات) (تحقيق السبحاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢١٦
قال حذيفة: لما دعا عمرو إلى المبارزة أحجم المسلمون عنه كافة ما خلا عليا عليه السلام فإنه برز إليه فقتله الله على يديه، والذي نفس حذيفة بيده لعمله في ذلك اليوم أعظم أجرا من عمل أصحاب محمد صلى الله عليه وآله و سلم إلى يوم القيامة وكان الفتح في ذلك اليوم على يدي علي عليه السلام (1).
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " لضربة علي خير من عبادة الثقلين " (2).
ومنها: في غزاة خيبر، واشتهار جهاده فيها غير خفي، وفتح الله تعالى على يديه، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حصر حصنهم بضعة عشر يوما، وكانت الراية بيد علي عليه السلام فأصابه رمد، فسلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم الراية إلى أبي بكر مع جماعة فرجعوا منهزمين خائفين، فدفعها الغد إلى عمر ففعل مثل ذلك، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: " لأسلمن الراية غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، كرار غير فرار لا يرجع حتى يفتح، على يده "، فلما أصبح قال: " ايتوني بعلي "، فقيل: به رمد، فتفل في عينه ودفع الراية إليه، فقتل مرحبا، فانهزم أصحابه وغلقوا الأبواب، ففتح علي عليه السلام الباب واقتلعه وجعله جسرا على الخندق وعبروا وظفروا، فلما انصرفوا أخذه بيمينه ودحاه أذرعا، وكان يغلقه عشرون وعجز المسلمون عن نقله حتى نقله سبعون رجلا. وقال عليه السلام: " والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية ولكن قلعته بقوة ربانية " (3).

(١) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي عليه السلام: ١ / ١٥٠ - ١٥٥ برقم ٢١٦ و ٢١٧، المستدرك للحاكم: ٣ / ٣٢، كنز العمال: ١١ / ٦٢٣ برقم ٣٣٠٣٥، شواهد التنزيل: ٢ / ٧ - ١٧ برقم ٦٢٩ إلى ٦٣٦، التفسير الكبير للفخر الرازي: ٣٢ / ٣١.
(٢) البحار: ٣٩ / ٢.
(٣) تاريخ ابن عساكر، ترجمة الإمام علي عليه السلام: ١ / ١٥٦ - ٢٢٥، المناقب للخوارزمي: 166.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»