كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (قسم الإلهيات) (تحقيق السبحاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٩٨
قال: ولقوله تعالى: * (وكونوا مع الصادقين) * (1).
أقول: هذا دليل آخر على إمامة علي عليه السلام (2)، وهو قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * أمر تعالى بالكون مع الصادقين، أي المعلوم منهم الصدق، ولا يتحقق ذلك إلا في حق المعصوم إذ غيره لا يعلم صدقه ولا معصوم غير علي عليه السلام بالإجماع.
قال: ولقوله تعالى: * (وأولي الأمر منكم) * (3).
أقول: هذا دليل آخر على إمامة علي عليه السلام، وهو قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * (4) أمر بالاتباع والطاعة لأولي الأمر.
والمراد منه المعصوم إذ غيره لا أولوية له تقضي وجوب طاعته ولا معصوم غير علي عليه السلام بالإجماع.
المسألة السادسة: في الأدلة الدالة على عدم إمامة غير علي عليه السلام قال: ولأن الجماعة غير علي عليه السلام غير صالح للإمامة لظلمهم بتقدم كفرهم (5).
أقول: هذه أدلة تدل على أن غير علي عليه السلام لا يصلح للإمامة:

(١) التوبة: ١١٩.
(٢) شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: ١ / ٣٤١ الحديث ٣٥٠ - ٣٥٧، الدر المنثور لجلال الدين السيوطي: ٤ / ٣١٦.
(٣) النساء: ٥٩.
(٤) شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: ١ / ١٨٩ الحديث ٢٠٢ و ٢٠٣ و ٢٠٤.
(٥) صحيح البخاري: ٦ / ١٤٣ - ١٤٤ و ٩ / ١٧ - ١٨، ط مطابع الشعب - بيروت ١٣٧٨، العمدة لابن البطريق: ٤١٦ برقم ٦١٢، الغدير: ٧ / 306 - 329.
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»