كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (قسم الإلهيات) (تحقيق السبحاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٩٥
رسول الله إن المنافقين زعموا أنك خلفتني استثقالا وتحرزا مني "، فقال عليه السلام: " كذبوا، إنما خلفتك لما تركت ورائي، فارجع فاخلفني، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " (1) وإذا كان خليفته على المدينة في تلك الحال ولم يعزله قبل موته ولا بعده استمرت ولايته عليها، فلا يكون غيره خليفة عليها، وإذا انتفت خلافة غيره عليها انتفت خلافته على غيرها للإجماع فثبت الخلافة له عليه السلام.
لا يقال: قد استخلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم جماعة على المدينة وعلى غيرها ومع ذلك فليسوا أئمة عندكم.
لأنا نقول: إن بعضهم عزله عليه السلام والباقون لم يقل أحد بإمامتهم.
قال: ولقوله عليه السلام: " أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي وقاضي ديني " بكسر الدال (2).
أقول: هذا دليل آخر على إمامة علي عليه السلام، وتقريره: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي وقاضي ديني " بكسر الدال، وهذا نص صريح على الولاية والخلافة على ما تقدم.
قال: ولأنه أفضل وإمامة المفضول قبيحة عقلا (3).
أقول: هذا دليل آخر على إمامة علي عليه السلام، وتقريره: أنه أفضل من غيره

(١) العمدة: ١٧٣ - ١٨٥، مسند أحمد: ١ / ١٧٧، الغدير: ٣ / ١٩٩.
(٢) الشافي في الإمامة: ٣ / ٧٦، مصادر نهج البلاغة: ١ / ١٢١ - ١٥١، المراجعات: ٢٢٣ نقلا عن كنز العمال ومسند أحمد بن حنبل وغيره.
(3) الشافي في الإمامة: 1 / 326، الذخيرة: 429، الإقتصاد: 190، رسالة في الإمامة: 431، أنوار الملكوت: 206، اللوامع الإلهية: 261.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»