كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (قسم الإلهيات) (تحقيق السبحاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٨
وهذه المقالات كلها باطلة، لأن المقتضي لتعلق القدرة بالمقدور إنما هو الإمكان، إذ مع الوجوب والامتناع لا تعلق، والإمكان ثابت في الجميع فثبت الحكم وهو صحة التعلق، وإلى هذا أشار المصنف رحمه الله بقوله: عمومية العلة، أي الإمكان، تستلزم عمومية الصفة، أعني القدرة على كل مقدور.
والجواب عن شبهة المجوس: أن المراد من الخير والشرير (1) إن كان من فعلهما فلم لا يجوز إسنادهما إلى شئ واحد؟
وأيضا الخير والشر ليسا ذاتيين للشئ، فجاز أن يكون الشئ خيرا بالقياس إلى شئ وشرا بالقياس إلى آخر، وحينئذ يصح إسنادهما إلى ذات واحدة.
وعن شبهة النظام أن الإحالة حصلت بالنظر إلى الداعي، فلا تنافي الإمكان الذاتي المقتضي لصحة تعلق القادر.
وعن شبهة البلخي: أن الطاعة والعبث وصفان لا يقتضيان الاختلاف الذاتي.

(1) أجاب عن شبهة المجوس بوجهين:
الأول: إذا كان المراد من الخير من يفعله ومن الشرير من يصدر منه الشر، فلا مانع من كون شئ واحد وهو الله مبدأ لهما، وهذا الجواب ليس حاسما للإشكال، لأن الإشكال بعد باق بحاله، إذ الخصم يقول: إذا كان مقتضى صدور شئ من شئ، وجود رابطة بينهما فلازم صدور الأمرين المتضادين اشتماله على أمرين متضادين، مع أنا فرضناه واحدا بسيطا، وعلى فرض جواز التركيب، المتضادان لا يجتمعان.
الثاني وهو الجواب الحقيقي: أن الشر ليس له مصداق في الخارج وإنما هو أمر إضافي ينتزع من قياس شئ إلى شئ آخر، فإذا كان بينهما عدم الملاءمة، يقال: إنه شر كما أوضح في محله، وليس العدم إلا أمرا قياسيا.
(١٨)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»