كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (قسم الإلهيات) (تحقيق السبحاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٧
قال المحقق الطوسي:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: حمد واجب الوجود على نعمائه والصلاة على سيد أنبيائه محمد المصطفى وعلي أكرم أمنائه فإني مجيب إلى ما سئلت من تحرير مسائل الكلام وترتيبها على أبلغ نظام مشيرا إلى غرر فوائد الاعتقاد ونكت مسائل الاجتهاد مما قادني الدليل إليه وقوى اعتقادي عليه، وسميته بتجريد الاعتقاد، والله أسأل العصمة والسداد وأن يجعله ذخرا ليوم المعاد، ورتبته على مقاصد (1):...
* * * المقصد الثالث في: إثبات الصانع (2) تعالى وصفاته وآثاره وفيه فصول:
الأول في وجوده تعالى الموجود إن كان واجبا وإلا استلزمه، لاستحالة الدور والتسلسل.

(1) الخطبة مأخوذة من صدر الكتاب.
(2) إن الصانع تبارك وتعالى هو موضوع علم الكلام، وشأن العلم هو البحث عن عوارض الموضوع المسلم وجوده، وعلى هذا يخرج إثبات الصانع تعالى عن مسائل علم الكلام، بل إثباته على عاتق الفن الأعلى في الفلسفة حيث يبحث عن الموجود بما هو هو، ويصل في تقسيمه وبرهنته إلى الواجب والممكن.
نعم البحث عن صفاته - بعد ثبوت وجوده - وأفعاله، يعد من مسائله، ويندرج في قوله: " وأفعاله " البحث عن النبوة العامة والخاصة، والإمامة، والمعاد، وما فيها من مباحث لها صلة بأفعاله سبحانه.
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»