كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٤٣٣
الاحتراق وتوليد البدن من غير التوالد وتناهي القوى الجسمانية استبعادات.
أقول: احتج الأوائل على امتناع المعاد الجسماني بوجوه (أحدها) أن السمع قد دل على انتشار الكواكب وانخراق الأفلاك وذلك محال (الثاني) أن حصول الجنة فوق الأفلاك كما ذهب إليه المسلمون يقتضي عدم الكرية (الثالث) أن دوام الاحتراق مع بقاء الحياة محال (الرابع) أن تولد الأشخاص وقت الإعادة من غير توالد من الأبوين باطل (الخامس) أن القوى الجسمانية متناهية والقول بدوام نعيم أهل الجنة قول بعدم التناهي والجواب عن الكل واحد وهو ؟ ن هذه الاستبعادات أما الأفلاك فإنها حادثة على ما تقرر أولا فيمكن انخراقها كما يمكن عدمها وكذا حصول الجنة فوق الأفلاك ودوام احتراق الجسم مع بقاء الجسم ممكن لأنه تعالى قادر على كل مقدور فيمكن استحالته إلى أجزاء نارية ثم يعيدها الله تعالى هكذا دائما والتولد ممكن كما في آدم عليه السلام والقوى الجسمانية قد لا يتناهى أثرها إذا كانت واسطة في التأثير.
المسألة الخامسة: في الثواب والعقاب قال: ويستحق الثواب والمدح بفعل الواجب والمندوب وفعل ضد القبيح والإخلال به بشرط فعل الواجب لوجوبه أو لوجه وجوبه والمندوب كذلك والضد لأنه ترك القبيح والإخلال به وظاهر أن المشقة من غير عوض ظلم وهو قبيح ولا يصح الابتداء به إذ لو أمكن الابتداء به كان التكليف عبثا.
أقول: المدح قول ينبئ عن ارتفاع حال الغير مع القصد إلى الرفع منه والثواب هو النفع المستحق المقارن للتعظيم والإجلال والذم قول ينبئ عن اتضاع حال الغير مع قصده والعقاب هو الضرر المستحق المقارن للاستحقاق والمدح والثواب يستحقان بفعل الواجب وفعل المندوب وفعل ضد القبيح وهو
(٤٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 ... » »»