كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٤٠١
ومخالفة النبي توجب الطعن وأيضا فإنه خالف النبي في استخلاف من عزله النبي لأنه استخلف عمر بن الخطاب وكان النبي لم يوله عملا سوى أنه بعثه في خيبر فرجع منهزما وولاه أمر الصدقات فشكاه العباس إلى النبي فعزله وأنكرت الصحابة على أبي بكر ذلك حتى قال له طلحة: وليت علينا فظا غليظا.
قال: وفي التخلف عن جيش أسامة مع علمهم لقصد البعد وولى أسامة عليهم فهو أفضل وعلي لم يول عليه أحدا وهو أفضل من أسامة.
أقول: هذا دليل آخر على الطعن في أبي بكر وهو أنه خالف النبي حيث أمره هو وعمر بن الخطاب وعثمان في تنفيذ جيش أسامة لأنه صلى الله عليه وآله قال في حال مرضه حالا بعد حال نفذوا جيش أسامة وكان الثلاثة في جيشه وفي جملة من يجب النفوذ معه فلم يفعلوا ذلك مع أنهم عرفوا قصد النبي لأن غرضه بالتنفيذ من المدينة بعد الثلاثة عنها بحيث لا يتوثبوا على الإمامة بعد موت النبي ولهذا جعل الثلاثة في الجيش ولم يجعل عليا معه وجعل النبي أسامة أمير الجيش وكان فيه أبو بكر وعمر وعثمان فهو أفضل منهم وعلي أفضل من أسامة ولم يول عليه أحدا فيكون هو أفضل الناس كافة.
قال: ولم يتول عملا في زمانه وأعطاه سورة براءة فنزل جبرئيل وأمره برده وأخذ السورة منه وأن لا يقرأها إلا هو أو أحد من أهله فبعث بها عليا.
أقول: هذا طعن آخر على أبي بكر وهو أنه لم يوله النبي عملا في حياته أصلا سوى أنه أعطاه سورة براءة وأمره بالحج بالناس فلما مضى بعض الطريق نزل جبرئيل على النبي وأمره برده وأخذ السورة منه وأن لا يقرأها إلا هو وأحد من أهله فبعث بها عليا وولاه الحج بالناس وهذا يدل على أن أبا بكر لم يكن أهلا لإمارة الحج فكيف يكون أهلا للإمامة بعده ولأن من لا يؤمن على أداء سورة في حياته كيف يؤمن على الإمامة بعد النبي صلى الله عليه وآله.
كشف المراد - م 26
(٤٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»