كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٣٩٩
فوت فاطمة عليها السلام ولو كان هذا الحديث معروفا عندهم لم يجز لهم ذلك وروي أن فاطمة عليها السلام قالت يا أبا بكر أنت ورثت رسول الله أم ورثه أهله قال بل ورثه أهله فقالت ما بال سهم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إن الله إذا أطعم نبيا طعمة كانت لولي الأمر بعده وذلك يدل على أنه لا أصل لهذا الخبر.
قال: ومنع فاطمة عليها السلام فدكا مع ادعاء النحلة لها وشهد بذلك علي وأم أيمن وصدق الأزواج في ادعاء الحجرة لهن ولهذا ردها عمر بن عبد العزيز.
أقول: هذا دليل آخر على الطعن في أبي بكر وعدم صلاحيته للإمامة وهو أنه أظهر التعصب على أمير المؤمنين (ع) وعلى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنها ادعت فدكا وذكرت أن النبي نحلها إياها فلم يصدقها في قولها مع أنها معصومة ومع علمه بأنها من أهل الجنة واستشهدت عليا وأم أيمن وصدق أزواج النبي في ادعاء أن الحجرة لهن ولم يجعل الحجرة صدقة ولما عرف عمر بن عبد العزيز كون فاطمة مظلومة رد على أولادها فدكا ومع ذلك فإن فاطمة عليها السلام كان ينبغي لأبي بكر انحالها فدكا ابتداء لو لم تدعه أو يعطيها إياها بالميراث.
قال: وأوصت أن لا يصلي عليها أبو بكر فدفنت ليلا.
أقول: هذا وجه آخر يدل على الطعن في أبي بكر وهو أن فاطمة عليها السلام لما حضرتها الوفاة أوصت أن لا يصلي عليها أبو بكر غيظا عليه ومنعا له عن ثواب الصلاة عليها فدفنت ليلا ولم يعلم أبو بكر بذلك وأخفي قبرها لئلا يصلي على القبر ولم يعلم قبرها إلى الآن (1).
قال: ولقوله أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم.

(1) فأنا أقول إلى زماننا هذا وهو سنة 1399 ألف وثلاثمائة وتسعة وتسعون أيضا لم يعلم قبرها وهو موقوف على ظهور الحجة عجل الله فرجه الشريف.
(٣٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 ... » »»