كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢٠٧
أقول: لما فرغ من البحث عن الأمر العام أعني القوة النباتية شرع الآن في البحث عما هو أخص منه وهو القوة الحيوانية أعني الاحساس المشترك بين الإنسان وغيره من الحيوانات وبدء باللمس لأن باقي الحواس يراد لجلب النفع وهو لدفع الضرر ولما كان دفع الضرر أولى من جلب النفع لا جرم قدم البحث فيه على غيره من القوى الحساسة واعلم أن اللمس كيفية قائمة بالبدن منبثة في ظاهره أجمع يدرك به المنافي والملائم.
قال: وفي تعدده نظر.
أقول: اختلف الناس في أن اللمس هل هو قوة واحدة أو قوى كثيرة فالجمهور على أنها قوى أربع (الأولى) الحاكمة بين الحار والبارد (الثانية) الحاكمة بين الرطب واليابس (الثالثة) الحاكمة بين الصلب واللين (الرابعة) الحاكمة بين الخشن والأملس لأن القوة الواحدة لا يصدر عنها أكثر من أمر واحد.
قال: ومنه الذوق ويفتقر إلى توسط الرطوبة اللعابية الخالية عن المثل والضد.
أقول: الذوق قوة قائمة بسطح اللسان لا يكفي فيه الملامسة بل لا بد من متوسط من الرطوبة اللعابية الخالية عن الطعوم لأنها إن كانت ذات طعم مماثل للمدرك لم يتحقق الادراك لأن الادراك إنما يكون بالانفعال والشئ لا ينفعل عن مماثله وإن كانت ذات طعم مضاد لم تؤد الكيفية على صرافتها في الصحة كما في المرض.
قال: ومنه الشم ويفتقر إلى وصول الهواء المنفعل من ذي الرائحة إلى الخيشوم.
أقول: الشم قوة في الدماغ يحملها زائدتان شبيهتان بحلمتي الثدي نابتتان من
(٢٠٧)
مفاتيح البحث: المرض (1)، الضرر (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»