كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢٠٩
فالإبصار بالعين معناه تأثر الحدقة وانفعالها عن الشئ المرئي هذا في حقنا نحن ولهذا قيده المصنف بقوله فينا لأن الادراك ثابت في حقه تعالى ولا يتصور فيه التأثر وذهبت الأشاعرة إلى أنه معنى زائد على تأثر الحدقة.
قال: ويجب حصوله مع شرائطه.
أقول: شرائط الادراك سبعة (الأول) عدم البعد المفرط (الثاني) عدم القرب المفرط ولهذا لا يبصر ما يلتصق بالعين (الثالث) عدم الحجاب (الرابع) عدم الصغر المفرط (الخامس) أن يكون مقابلا أو في حكم المقابل (السادس) وقوع الضوء على المرئي إما من ذاته أو من غيره (السابع) أن يكون المرئي كثيفا بمعنى وجود الضوء واللون له، إذا عرفت هذا فنقول عند المعتزلة والأوائل أن عند حصول هذه الشرايط يجب الادراك بالضرورة فإن سليم الحاسة يشاهد هذه الشمس إذا كانت على خط نصف النهار بالضرورة ولو تشكك العقل في ذلك جاز أن يكون بحضرتنا جبال شاهقة وأصوات هائلة كنا لا ندركها وذلك سفسطة أما الأشاعرة فلم يوجبوا ذلك وجوزوا حصول جميع الشرائط مع انتفاء الادراك واحتجوا بأنا نرى الكبير صغيرا والسبب فيه رؤية بعض أجزائه دون البعض مع تساوي الجميع في الشرايط وهو خطأ لوقوع التفاوت بالقرب والبعد فلهذا أدركنا بعض الأجزاء وهي القريبة دون الباقي ويتحقق التفاوت بخروج خطوط ثلاثة من الحدقة إلى المرئي أحدها عمود والباقيان ضلعا مثلث قاعدته المرئي فالعمود أقصر لأنه يوتر الحادة والضلعان أطول لأنهما يوتران القائمة.
قال: بخروج الشعاع.
أقول: اختلف الناس في كيفية الإبصار فقال قوم إنه بخروج شعاع متصل
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»