كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٢١٢
(الثانية) خزانته وهي الخيال (الثالثة) الوهم وهي قوة تدرك المعاني الجزئية المتعلقة بالمحسوسات كالصداقة الجزئية والعداوة الجزئية (الرابعة) خزانته وهي الحافظة (الخامسة) القوة المتصرفة في الصور الجزئية والمعاني الجزئية بالتركيب والتحليل فتركب صورة إنسان يطير وجبل من ياقوت وهذه القوة سميت متخيلة إن استعملتها القوة الوهمية ومتفكرة إن استعملتها القوة الناطقة.
إذا عرفت هذا فنقول الدليل على ثبوت الحس المشترك وجوه (أحدها) إنا نحكم على صاحب لون معين بطعم معين فلا بد من حضور هذين المعنين عند الحاكم لكن الحاكم وهو النفس إنما تدرك الجزئيات بواسطة الآلات على ما تقدم فيجب حصولهما معا في آلة واحدة وليس شئ من الحواس الظاهرة كذلك فلا بد من إثبات قوة باطنة هي الحس المشترك وإلى هذا الدليل أشار بقوله الحاكمة بين المحسوسات.
قال: لرؤية القطرة خطأ والشعلة دائرة.
أقول: هذا دليل ثان على إثبات الحس المشترك وتقريره إنا نرى القطرة النازلة خطا والشعلة التي تدار بسرعة دائرة مع أنه ليس في الخارج كذلك ولا في القوة الباصرة لأن البصر إنما يدرك الشئ على ما هو عليه ولا النفس لأنها لا تدرك الجزئيات فلا بد من قوة أخرى يحصل بها إدراك القطرة حال حصولها في المكان الأول ثم إدراكها حال حصولها في المكان الثاني ويرتسم الحصول الثاني قبل انمحاء الصورة الأولى عن القوة الشاعرة فتتصل الصورتان في الحس المشترك فيرى النقطة كالخط والشعلة كالدائرة.
قال: والمبرسم ما لا تحقق له.
أقول: هذا دليل ثالث على إثبات هذه القوة وتقريره أن صاحب البرسام
(٢١٢)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»