كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٦٩
الغاية لوجود العلة الخالية عن المعاوق (الثاني) أنه رطب بمعنى سهولة قبول الأشكال لا بمعنى البلة وذلك ظاهر وهذا إنما يرجع إلى الكيفية الانفعالية (الثالث) أنه شفاف وهو ظاهر لعدم إدراكه صرفا بالبصر (الرابع) أنه ذو طبقات أربع (الطبقة الأولى) المجاور للأرض المتسخن (1) لمجاورة الأرض المتشعشعة بشعاع النير وهي بخارية حارة والبخار هو المتحلل الرطب وهو أجزاء مائية اكتسبت حرارة فتصاعدت لأجلها وخالطت الهواء الملاصق للأرض (الطبقة الثانية) وهي الهواء المتباعد عن الأرض الذي انقطع عنه تأثير الشعاع لبعده عن الأرض وهي بخارية باردة ويقال لها الطبقة الزمهريرية وذلك بسبب ما يخالطها من الانجرة (الطبقة الثالثة) الهواء الصرف (الطبقة الرابعة) طبقة دخانية فإن البخار وإن صعد في الهواء لكن الدخان يجاوزه ويعلوه لأنه أخف حركة وأقوى نفوذا لشدة الحرارة والدخان هو المتحلل اليابس.
قال: والماء بارد رطب شفاف محيط بثلاثة أرباع الأرض له طبقة واحدة.
أقول: ذكر للماء خمسة أحكام (الأول) أنه بارد والحس يدل عليه لأنه مع زوال المسخنات الخارجية يحس برده واختلفوا فالأكثر على أن الأرض أبرد منه لأنها أكثف وأبعد من المسخنات والحركة الفلكية وقال قوم آخرون أن الماء أبرد لأنا نحس ذلك وهو ضعيف لأن الشئ قد يكون أشد بردا في الحس ولا يكون في نفس الأمر كذلك كما في جانب السخونة ولهذا كانت السخونة في الأجسام الذائبة كالرصاص وغيره أشد في الحس من النار الصرفة الخالية عن الضد لسرعة انفصال النار الصرفة عن اليد لأجل لطافتها فلا يدوم أثرها

(1) أي الطبقة الأولى هو الهواء تتسخن بسبب شعاع الشمس المنعكس والهواء المجاور لها يصير متسخنا لذلك.
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»