كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٦٧
أقول: هذه العناصر الأربعة كل واحد منها ينقلب إلى الآخر أما ابتداءا كصيرورة النار هواء أبو بواسطة واحدة كصيرورتها ماءا بواسطة انقلابها هواءا ثم انقلاب الهواء ماءا أو بوسائط كصيرورتها أرضا بواسطة انقلابها هواءا ثم ماءا ثم أرضا والأصل فيه أن غالب الأمر انقلاب العنصر إلى ملاصقه كانقلاب النار هواءا ابتداء وإلى البعيد بواسطة ويدل على انقلاب كل واحد منها إلى صاحبه ما نشاهده من صيرورة النار هواءا عند الانطفاء وصيرورة الهواء نارا عند إلحاح (1) النفخ وصيرورة الهواء ماء عند حصول البرد في الجو وانعقاد السحاب الماطر من غير وصول البخار إليه وصيرورة الماء هواءا عند إسخانه وصيرورة الماء أرضا كما يعقد أهل الحيل المياه الجارية التي تشرب بحيث يصير أحجارا صلبة وأما صيرورة الأرض ماءا كما يتخذون مياها حارة ويحلون فيها أجسادا صلبة حجرية حتى تصير مياها جارية.
قال: فالنار حارة يابسة شفافة متحركة بالتبعية لها طبقة واحدة وقوة على إحالة المركب إليها.
أقول: لما فرغ من الأحكام المشتركة بين العناصر شرع في البحث عن الكيفيات المختصة بكل عنصر عنصر وبدء بالنار وذكر من أحكامها ستة:
(الأول) أنها حارة والحس يدل على حرارة النار الموجودة عندنا وأما النار البسيطة التي هي الفلك الأثير فنها كذلك لوجود الطبيعة خالية عن العائق لبساطتها فإن الحرارة موجودة في النار التي عندنا مع امتزاجها بالضد فكيف بالنار الصرفة (الثاني) أنها يابسة وهو معلوم بالحس أيضا إن عنى باليبوسة ما لا يلصق بغيره وأما إن عنى بها ما تعسر تشكله بالأشكال القريبة فالنار ليست

(1) كما يصنع الحداد الفحم. في الكور وينفخ عليه بالكير شديدا فإذن يشتمل الفحم من دون تقريب نار منه.
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»