كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٧٠
كذلك هيهنا أثر الماء للطافته ينبسط على العضو ويصل إلى عمق كل جزء منه ويلتصق به بخلاف التراب المتناثر عنه (1) سريعا فكان الاحساس ببرد الماء أكثر (الثاني) أنه رطب وهو ظاهر بمعنى البلة وقيل أنه يقتضي الجمود لأنه بارد بالطبع والبرد يقتضي الجمود وإنما عرض السيلان له بسبب سخونة الأرض والهواء ولو خلي وطبعه لاقتضى الجمود (الثالث) أنه شفاف لأنه مع صرافته لا يحجب عن الإبصار وقيل إنه ملون وإلا لم يكن مرئيا ولضعف لونه لم يحجب عن الإبصار (الرابع) أنه محيط بأكثر الأرض (2) وهو حكم ظني لأنهم جعلوا العناصر متعادلة وإلا لاستحال الأضعف وعدم عنصره فلولا إحاطته بثلاثة أرباع الأرض لكان أقل من الأرض وإذا كان محيطا بأكثر الأرض كان هو البحر وإلا فأما أن يكون (3) فوق الأرض أو تحتها والتالي باطل وإلا لكان أصغر من الأرض فيبقى الأول وهو البحر (الخامس) أنه ذو طبقة واحدة وهو البحر وهو ظاهر.
قال: والأرض باردة يابسة ساكنة في الوسط شفافة لها ثلاث طبقات.
أقول: ذكر للأرض أحكاما خمسة (الأول) أنها باردة لأنها كثيفة وقد سلف البحث في أنها أبرد العناصر (الثاني) أنها يابسة وهو أيضا ظاهر (الثالث) أنها ساكنة في الوسط وقد تنازع في ذلك جماعة فذهب قوم إلى أنها متحركة إلى السفل وآخرون إلى العلو وآخرون بالاستدارة والحق خلاف ذلك كله وإلا لما

(1) أي التراب الذي ينفصل ويتناثر عن العضو سريعا.
(2) إنما قال بأكثر الأرض مع أن المصنف قال بثلاثة أرباع الأرض إشارة إلى أن ثلاثة أرباع تقريبية لا تحقيقية قوله متعادلة أي في الكمية والمقدار.
(3) أي وإن لم يكن كرة الماء هذا البحر المشاهد المحيط بثلاثة أرباع الأرض فإما أن تكون فوقها أو تحتها والتالي باطل بقسميه.
(١٧٠)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»