كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٧٢
غير وهذه العناصر من حيث هي أجزاء العالم تسمى أركانا ومن حيث إنها تتركب منه المركبات من المعادن والنباتات تسمى اسطقسات.
قال: وهي حادثة عند تفاعل بعضها في بعض.
أقول: المركبات عند محققي الأوائل تحدث عند تفاعل هذه العناصر الأربعة بعضها في بعض إلى أن تستقر الكيفية المتوسطة المسماة بالمزاج وذهب أصحاب الخليط مثل انكساغورس وأتباعه إلى نفي ذلك وقال إن هنا أجزاءا هي لحم وأجزاءا هي عظام وأجزاءا هي شحمة وغير ذلك من جميع المركبات وهي مختلفة مبثوثة في العالم غير متناهية فإذا اجتمع أجزاء من طبيعة واحدة ظن أن تلك الطبيعة حدثت وليس كذلك بل تلك الطبيعة كانت موجودة والحادث التركيب لا غير والضرورة قاضية ببطلان هذه المقالة فإنا نشاهد تبدل ألوان وطعوم وروائح وغير ذلك من الصفات الحادثة.
قال: وتفعل الكيفية في المادة فتكسر صرافة كيفيتها وتحصل كيفية مشابهة في الكل متوسطة هي المزاج.
أقول: لما ذكر أن المركبات إنما تحصل عند تفاعل هذه العناصر (1) بعضها في بعض شرع في كيفية هذا التفاعل واعلم أن الحار والبارد والرطب واليابس إذا اجتمعا وفعل كل منهما في الآخر لم يخل أما أن يتقدم (2) فعل أحدهما على

(1) إعلم أن كلا من هذه العناصر الأربعة له مادة وصورة وكيفية ولا ريب أنه عند التركيب يفعل في الباقية وينفعل عنها ولا يمكن أن يكون فاعلا من حيث هو منفعل وتحصل أن الفاعل إحدى الثلاث أي المادة والصورة والكيفية.
(2) إذ معنى الغلبة حفظ الشئ ميزانية نفسه وزيادته عليها ومعنى المغلوبية عدم حفظ الشئ ميزانية نفسه.
(١٧٢)
مفاتيح البحث: الباطل، الإبطال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»