كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٤٣
الأعراض في الحاجة إلى المحل والعرضية في الوجود وهذا المعنى أمر اعتباري فليست العرضية جنسا.
المسألة الثالثة: في نفي التضاد عن الجواهر قال: ولا تضاد بين الجواهر ولا بينهما وبين غيرها أقول: لما فرغ من تعريف الجوهر والعرض وبيان أنهما ليسا بجنسين شرع في باقي أحكامهما فبين انتفاء الضدية عن الجواهر على معنى أنه لا ضد لجوهر من الجواهر ولا من غيرها وبيانه أن الضد هو الذات الوجودية المعاقبة لذات أخرى وجودية في الموضوع مع كونها في غاية البعد عنها وقد بينا أن الجوهر لا موضوع له فلا يعقل فيه هذا المعنى لا بالنظر إلى جوهر آخر ولا بالنظر إلى غيره من الأعراض.
قال: والمعقول من الفناء العدم.
أقول: لما بين انتفاء الضد عن الجواهر أخذ يرد على أبي هاشم واتباعه حيث جعلوا للجواهر أضدادا هي الفناء فقال إن المعقول من الفناء العدم وليس الفناء أمرا وجوديا يضاد الجواهر لأنه إما عرض أو جوهر (1) والقسمان باطلان فلا تحقق له.
قال: وقد يطلق التضاد على بعض باعتبار آخر.
أقول: إن بعض الجواهر قد يطلق عليه أنه ضد للبعض الآخر لكن يؤخذ

(1) أي الأمر الوجودي أما عرض أو جوهر والفناء ليس بعرض ولا جوهر أما أنه ليس بجوهر فظاهر وأما أنه ليس بعرض فلأن العرض لا ينافي وجود موضوعه والفناء ينافيه فهو ليس بأمر وجودي والضد لا بد أن يكون أمرا وجوديا فهو ليس بضد لشئ بل تقابله مع غير تقابل السلب والإيجاب.
(١٤٣)
مفاتيح البحث: الحاجة، الإحتياج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»