كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٢٧
الجسم إلى ذلك الجزء مع الإرادة الكلية المتعلقة بكمال الحركة علة لتجدد إرادة أخرى تتعلق بجزء آخر فإذا وجدت تلك الإرادة وتعلقت بذلك الجزء فيتحرك الجسم وعلى هذا تتصل التخيلات والإرادات في النفس والحركة في الخارج فيكون كل حركة جزئية علة لإرادة خاصة وكل إرادة خاصة علة لحركة جزئية من غير دور.
المسألة الحادية عشرة: في أن القوى الجسمانية إنما تؤثر بمشاركة الوضع قال: ويشرط في صدق التأثير على المقارن الوضع.
أقول: يشترط في صدق التأثير أعني صدق كون الشئ علة على المقارن أعني الصور والأعراض الوضع أعني الإشارة الحسية وهو كونه بحيث يشار إليه أنه هيهنا أو هناك وذلك لأن القوى الجسمانية أعني الصور والأعراض المؤثرة إنما تؤثر بواسطة الوضع على معنى أنها تؤثر في محلها أولا ثم فيما يجاور محلها بواسطة تأثيرها في محلها ثم فيما يجاور ذلك المجاور بواسطة المجاور وهكذا إنما يؤثر في البعيد بواسطة تأثيرها في القريب فإن النار لا تسخن كل شئ بل مادتها أولا ثم ما يجاورها وهذا الحكم بين لا يحتاج إلى برهان.
المسألة الثانية عشرة: في تناهي القوى الجسمانية قال: والتناهي بحسب المدة والعدة والشدة التي باعتبارها يصدق التناهي وعدمه الخاص على المؤثر.
أقول: قوله والتناهي عطف على الوضع أي يشترط في صدق التأثير على المقارن أعني الصور والأعراض التناهي لأنه لا يمكن وجود قوة جسمانية تقوى على ما لا يتناهى وقبل الخوض في الدليل مهد قاعدة في كيفية عروض التناهي وعدمه الخاص للقوى (واعلم) أن التناهي وعدمه الخاص به أعني عدم الملكة وهو عدم التناهي عما من شأنه أن يكون متناهيا إنما يعرضان بالذات للكم
(١٢٧)
مفاتيح البحث: التصديق (4)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»