النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر - العلامة الحلي - الصفحة ١٠٩
وهو باطل.
الوجه الثاني: أنه وصفهم بوصف غير حاصل لكلهم، وهو إيتاء الزكاة حال الركوع إذ الجملة هنا حالية.
الخامسة: أن المراد بذلك البعض هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) خاصة للنقل الصحيح، واتفاق أكثر المفسرين على أنه كان يصلي فسأله سائل فأعطاه خاتمه راكعا، وإذا كان (عليه السلام) أولى بالتصرف فينا تعين أن يكون هو الإمام لأنا لا نعني بالإمام إلا ذلك.
الثاني: أنه نقل نقلا متواترا أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما رجع من حجة الوداع أمر بالنزول بغدير خم (١) وقت الظهر، ووضعت له الأحمال شبه المنبر، وخطب الناس واستدعى عليا (عليه السلام) ورفع بيده وقال (صلى الله عليه وآله):
(أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه كيف ما دار) وكرر ذلك عليهم ثلاثا، والمراد بالمولى هو الأولى، لأن أول الخبر يدل على ذلك، وهو قوله (صلى الله عليه وآله): (ألست أولى بكم)، ولقوله تعالى في حق الكفار: ﴿مأواكم النار هي مولاكم﴾ (2)، أي أولى بكم، وأيضا فإن غير ذلك من معانيه غير جائز هنا كالجار، والمعتق والحليف، وابن العم، واستحالة أن يقوم النبي (صلى الله عليه وآله) في ذلك الوقت الشديد الحر، ويدعو الناس

(١) مسند أحمد (١ / ٨٤ و ١١٨...) والترمذي (٢٠ / ٢٩٧) وأمالي الطوسي ٢٣١ و ٢٥٢ الخ...
(٢) الحديد ١٥.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست