المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة - مقاتل بن عطية - الصفحة ١٢
القوافل من وراء النهر إلى أقصى الشام وليس معها خفير. ويسافر الواحد والاثنان من غير خوف ولا رهب..
هكذا يروي ابن خلكان عن حال البلاد والعباد في ظل حكم ملك شاه الذي امتد ملكه إلى جميع بلاد ما وراء النهر والجزيرة والشام وخطب له على جميع منابر الإسلام سوى بلاد المغرب..
ولم يكن للخليفة العباسي في ظل حكمه سوى الاسم فقد أصبحت بغداد واقعة في دائرة سلطانه وخاضعة لنفوذه.. (1).
وعن سبب وفاته يروي ابن خلكان أن السلطان ملك شاه دخل بغداد في شوال سنة خمس وثمانين وأربعمائة. وخرج من فوره إلى ناحية دجيل لأجل الصيد.
فاصطاد وحشا وأكل من لحمه. فابتدأت به العلة.. فعاد إلى بغداد مريضا. فلما دخلها توفي ثاني يوم دخوله..
وقيل إنه سم في خلال تخلل به.. (2).
ويشير ابن خلكان إلى أن الخليفة العباسي المقتدي بأمر الله كان له دور في قتله بينما يؤكد مقاتل أن أهل السنة هم الذين تآمروا على قتله هو ونظام الملك بسبب ميلهما إلى الشيعة.. (3).
والراجح أن أهل السنة لا يمكنهم الإقدام على هذه الجريمة دون معونة من جهة ذات نفوذ وسلطان كالخليفة العباسي مثلا. أو أقارب ملك شاه الذين كانوا في صراع معه بعد أن استولى على ممالكهم وضمها لدولته.. (4).
- نظام الملك:
هو أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس الملقب نظام الملك قوام الدين الطوسي كان وزير ألب أرسلان وبقي في خدمته عشر سنين ولما توفي تنازع

(1) وفيات الأعيان ج 5 / ترجمة رقم 740.
(2) المرجع السابق.
(3) أنظر خاتمة المناظرة.
(4) أنظر وفيات الأعيان.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست