الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ٤ - الصفحة ٧٧
السلام على هذه الحكاية، ورواه مشائخ الشيعة وتدارسوه بينهم قبل أن يولد جد أبي العينا وقد حدث الحسين بن علوان عن عطية العوفي (1) إنه سمع عبد الله بن الحسن (2) ذكر عن أبيه هذا.
ثم قال أبو الحسين: وكيف ينكر من هذا كلام فاطمة عليها السلام وهم يروون من كلام عائشة عند موت أبيها ما هو أعجب من كلام فاطمة عليها السلام فيحققونه، لولا عداوتهم لنا أهل البيت؟
ثم ذكر الحديث بطوله على نسقه وزاد في الأبيات بعد البيتين الأولين:
ضاقت علي بلادي بعد ما رحبت * وسيم سبطاك خسفا فيه لي نصب (3) فليت قبلك كان الموت صادفنا * قوم تمنوا فاعطوا كلما طلبوا تجهمتنا رجال واستخف بنا * مذغبت عنا وكل الإرث قد غصبوا (4) قال: فما رأيت يوما كان أكثر باكيا وباكية من ذلك اليوم.

(١) عطية بن سعد بن جنادة العوفي الكوفي ولد في أيام علي عليه السلام من رجال الحديث، خرج مع ابن الأشعث فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم الثقفي:
ادع عطية فإن سب علي بن أبي طالب وإلا فاضربه أربعمائة سوط واحلق رأسه ولحيته فاستدعاه فأبي أن يسب فأمضى حكم الحجاج فيه ثم خرج إلى خراسان فلم يزل بها حتى ولى عمر بن هبيرة العراق فقدمها فلم يزل بها إلى أن توفي سنة ١١١ أو ١٢٧ (انظر تهذيب التهذيب ٧ / ٢٢٤ - ٢٢٦).
(٢) عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أبو محمد تابعي من أهل المدينة أمه فاطمة بنت الحسين بن علي عليهما السلام كان من العباد وكان له شرف وعارضة وهيبة توفي في حبس المنصور وهو ابن سبعين سنة سنة ١٤٥ قبل قتل ولده محمد بأشهر انظر تهذيب التهذيب ٥ / 186.
(3) الخسف: الذل والظلم والمراد الثاني، يقال سامه خسفا أي أراده عليه.
(4) تجهمتنا: استقبلتنا بوجه كريه.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»