الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ٤ - الصفحة ٧٥
أظهركم، زواجره بينة، وشواهده لائحة، وأوامره واضحة، أرغبة عنه تريدون، أم بغيره تحكمون (بئس للظالمين بدلا) (١) (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) (٢) ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها تسرون حسوا في ارتغاء (٣) ونصبر منكم على مثل حز المدى (٤) وأنتم الآن تزعمون ألا إرث لنا ﴿أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يؤمنون﴾ (٥).
يا ابن أبي قحافة أترث أباك ولا أرث أبي ﴿لقد جئت شيئا فريا﴾ (6) فدونكها مخطومة مرحولة (7) تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله، والزعيم محمد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون (ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون) (8) ثم انكفأت إلى قبر أبيها فقالت:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب (9) إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب (10)

(١) الكهف / ٥٠.
(٢) آل عمران / ٨٥.
(٣) الحسو: الشرب شيئا فشيئا، والارتغاء: شرب الرغوة وهي ما يطفو على فوق اللبن من الماء المشوب به، والمثل يضرب لمن يظهر شيئا ويريد غيره.
(٤) الحز: القطع، والمدى جمع مدية وهي السكين.
(٥) المائدة: ٥٠.
(٦) مريم ٢٧ والفري: الأمر المختلق.
(7) مخطومة من الخطام وهو كل ما يوضع في أنف البعير ليقاد به، والرحل للناقة كالسرج للفرس.
(8) الأنعام / 67.
(9) الهنبثة جمعها هنابث: الأمر الشديد والاختلاط في القول.
(10) في الشعر أقواء وتروى " فاشهدهم قد انقلبوا ".
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»