الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ٤ - الصفحة ٣٣٥
عليه السلام له على الخبر الذي كان سمعه من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وادعاؤه في ذلك على التواتر ثم إنشاده في ذلك البيتين اللذين أنشدهما، فأول ما في ذلك أنه قال: لا تواتر فيما ادعاه، ومن تصفح الأخبار علم أن ذلك من طريق الآحاد، ومع ذلك فقد روي في سبب الرجوع غير ذلك وهو ما ذكرناه آنفا.
وبعد، فمن روى أن السبب ما ذكره صاحب الكتاب قد رواه على وجه يخرجه من أن يكون توبة، ويقتضي الاصرار على الذنب فروى الطبري في تاريخه بإسناده عن قتادة القصة أن الزبير لما واقفه أمير المؤمنين عليه السلام وذكره بقول الرسول في قتاله قال لو ذكرت ذلك ما سرت سيري هذا، والله لا أقاتلك أبدا فانصرف علي صلوات الله عليه إلى أصحابه فقال: " أما الزبير فقد أعطى الله عهدا أن لا يقاتلكم " ورجع الزبير إلى عائشة فقال لها: ما كنت في موطن مذ عقلت إلا وأنا أعرف فيه أمري غير موقفي (1) هذا قالت فما تريد أن تصنع؟ قال أريد أن أدعهم، وأذهب عنهم، فقال له ابنه عبد الله: جمعت بين هذين الغارين (2) حتى إذا جرد بعضهم لبعض أردت أن تتركهم خشيت (3) رايات ابن أبي طالب، وعلمت أنها تحملها فتية أمجاد (3) قال: إني حلفت ألا أقاتله وأحفظه (4) قال: كفر عن يمينك فقاتله فدعا غلاما له يقال مكحول فأعتقه، فقال عبد الله بن سليمان (5).

(1) في الطبري " موطني ".
(2) الغاران - هنا - الجيشان.
(3) في الطبري " أحسست " بدل " خشيت " و " أنجاد " مكان " أمجاد ".
(4) أحفظه: أغضبه.
(5) في الطبري " عبد الله بن سليمان التيمي ".
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»