وقصة مالك معروفة عند من تأملها من أهل النقل لأنه كان على صدقات قومه بني يربوع واليا من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله فلما بلغته وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله أمسك عن أخذ الصدقة من قومه وقال لهم تربصوا بها حتى يقوم قائم بعد النبي صلى الله عليه وآله وننظر ما يكون من أمره، وقد صرح بذلك في شعره حيث يقول:
وقال رجال سدد اليوم مالك * وقال رجال مالك لم يسدد فقلت دعوني لا أبا لأبيكم * فلم أخط رأيا في المقال ولا اليد وقلت: خذوا أموالكم غير خائف * ولا ناظر فيما يجئ به عندي (1) فدونكموها إنما هي مالكم * مصررة أخلافها لم تجدد (2) سأجعل نفسي دون ما تحذرونه * وأرهنكم يوما بما قلته يدي فإن قام بالأمر المحدث قائم * أطعنا وقلنا: الدين دين محمد فصرح كما ترى إنه استبقى الصدقة في أيدي قومه رفقا بهم، وتقربا إليهم إلى أن يقوم بالأمر من يدفع ذلك إليه.
وقد روى جماعة أهل السير وذكره الطبري في تاريخه (3) إن مالكا نهى قومه عن الاجتماع على منع الصدقات وفرقهم وقال: يا بني يربوع إنا كنا قد عصينا أمرائنا إذا دعونا إلى هذا الدين وبطأنا الناس عنه فلم نفلح ولم ننجح وإني قد نظرت في هذا الأمر فوجدت الأمر يتأتى لهم بغير سياسة وإذا أمر لا يسوسه الناس فإياكم ومعاداة قوم يصنع لهم. فتفرقوا على ذلك إلى