لا تحقرن الفقير علك أن * تركع يوما والدهر قد رفعه - وقال والذين وصفهم في هذا الموضع بالركوع والخضوع هم الذين وصفهم (١) من قبل بأنه يبدل المرتدين بهم (٢) بقوله: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين) وأراد به طريقة التواضع ﴿أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم﴾ (3) وكل ذلك يبين أن المراد بالآية الموالاة في الدين لأنه قد قيل فكأنه قال: إنما الذي ينصركم ويدفع عنكم لدينكم هو الله ورسوله والذين آمنوا.
وقد روي أنها نزلت في عبادة بن الصامت (4) لأنه كان قد دخل في حلف اليهود ثم تبرأ منهم ومن ولايتهم، وفزع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قال فأنزل الله تعالى هذه الآية مقوية لقلوب من دخل في الإيمان، ومبينا له أن ناصره هو الله ورسوله والمؤمنون،... " (5).