الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ٢ - الصفحة ١٢٢
أبي) (1) وما أشبه هذا من الأخبار التي إذا سلم نقلها، وصحت الرواية المتضمنة لها لم يكن فيها دلالة على النص ولا إمارة، ولا اعتبار بمن يحمل نفسه من مخالفينا على أن يحكي عنهم القول بالنص الجلي الذي يوجب العلم ويزيل الريب كما تقول الشيعة، لأن هذا القول من قائله لا يغني عنه شيئا مع العلم بما حكى من مقالة هذه الفرقة، وسطر في احتجاجها واستدلالها، ولو لم يرجع في ذلك إلا إلى ما صنفه الجاحظ لهم لكان فيه أكبر حجة، وأوضح دلالة، وما وجدناه مع توغله، وشدة توصله إلى نصرة هذه المقالة أقدم على أن يدعي على الرسول صلى الله عليه وآله نصا صريحا بالإمامة، بل الذي اعتمده هو ما قدمنا ذكره وما يجري مجراه، مثل قول العباس رضي الله عنه وقد خطب رسول الله خطبته المشهورة في الفتح وانتهى إلى قوله (إن مكة حرام حرمها الله يوم خلق السماوات والأرض لا يختلى خلاها (2) ولا يعضد شجرها): إلا الإذخر يا رسول الله، فأطرق صلى الله عليه وآله وقال: (إلا الإذخر) ومثل ما روي من تشفيعه عليه السلام في مجاشع بن مسعود السلمي (3) وقد التمس البيعة على الهجرة بعد أن قال عليه السلام (لا هجرة بعد الفتح) (4) فأجابه عليه

(١) أي العباس بن عبد المطلب.
(٢) الخلي - بفتح المعجمة مقصور - الرطب من الحشيش، الواحدة خلاة، والإذخر - بكسر فسكون - نبات طيب الرائحة وانظر صحيح البخاري ج ٥ / ٨٥ آخر.
أحاديث غزوة الفتح.
(٣) مجاشع بن مسعود بن ثعلبة السلمي صحابي كان أميرا على بني سليم من أصحاب الجمل، وقتل قبل الوقعة.
(٤) صحيح البخاري ج ٣ / ٢٠٠ كتاب الجهاد والسير، باب فضل الجهاد، و ج 4 / 38 باب " لا هجرة بعد الفتح " وص 253 في كتاب مناقب الأنصار باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، كما رواه بقية أصحاب السنن.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»