مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ٨٤
وكان في قوله * (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة) * [2 / 280] تامة وكذا في قوله * (كن فيكون) * [2 / 118] أي أحدث فيحدث.
قال في الكشاف: وهذا مجاز من الكلام، وتمثيل، ولا قول ثم، وإنما المعنى: إن ما قضاه من الأمور فأراد كونه فإنما يتكون، ويدخل تحت الوجود من غير امتناع، ولا توقف، كما المأمور المطيع الذي يؤمر فيمتثل لا يتوقف ولا يمتنع ولا يكون منه الاباء.
قوله تعالى: * (فأصدق وأكن) * [63 / 10] بالجزم عطف على محل فأصدق فإن محله الجزم بتقدير عدم دخول الفاء، فكأنه قال: إن أخرتني أصدق، فإن الفعل ينجزم في جواب التحضيض لتضمنه معنى الطلب.
قوله * (فلم يك ينفعهم) * [40 / 25] الآية أصله: يكون فلما دخل عليها (لم) جزمتها، فالتقى ساكنان فحذفت الواو، فبقي لم يكن، فلما كثر استعماله حذفوا النون تخفيفا، فإذا تحرك أثبتوها كقوله تعالى * (لم يكن الذين كفروا) * [98 / 1].
وأجاز يونس مع الحركة حذفها، وأنشد عليه شعرا:
إذا لم تك الحاجات من همم الفتى فليس بمغن عنك عقد الرقائم قوله * (فما استكانوا) * [23 / 77] أي خضعوا والاستكانة الخضوع وهي افتعل من السكينة (1). أشبعت حركة عينه.
والمكانة: المنزلة.
والمكانة: الموضع قال تعالى * (ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم) * [36 / 67] ولما كثر لزوم الميم توهمت أصلية.
وفي الحديث " إن الله كان إذ لا كان " أي إذ لم يكن شئ من الممكنات " فخلق المكان " أي الممكن الكائن، كذا عن

(1) الاستكانة كالاستقامة: مصدر باب الاستفعال، فلو كانت من باب الافتعال لوجب في الماضي ان يكون بلا الف: " استكنوا " مثلا. وقوله: أشبعت حركة العين، لا وجه له. ثم التاء في آخر المصدر دليل على ذلك، حيث إنها عوض عن العين المحذوفة، ولا يعرف ذلك في باب الافتعال.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571