مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ٥٧
النهاية تكرر في الحديث ذكر " الكف والحفنة واليد " وكلها تمثيل من غير تشبيه وفي الخبر " ثم يقعد يستكف الناس " يقال إستكف وتكفف إذا أخذ ببطن كفه أو سأل كفا من الطعام أو ما يكف الجوع.
ك ف ل قوله تعالى * (إكفلنيها) * [38 / 23] أي ضمها إلي واجعلني كافلا لها والقائم بأمرها وانزل أنت عنها.
قوله * (ويكفلونه) * [28 / 12] أي يضمونه إليهم.
والكفل: الضعف والحظ والنصيب.
ومنه قوله * (كفل منها) * [4 / 84] * (كفلين من رحمته) * [57 / 28] أي نصيبين منها.
وذو الكفل قيل هو إلياس.
وقيل اليسع.
وقيل إنه نبي كان بعد سليمان يقضي بين الناس كقضاء داود، ولم يغضب داود إلا الله.
وقيل لم يكن نبيا ولكن كان عبدا صالحا تكفل برجل صالح عنه.
وقيل يقال تكفل لنبي بقومه أن يقضي بينهم بالحق ففعل فسمي ذا الكفل وفي بعض التواريخ: إنه نبي بعث قبل عيسى عليه السلام سمي بذي الكفل لأنه كفل سبعين نبيا ونجاهم من العذاب.
والكافل: الذي يكفل إنسانا يعوله.
ومنه قوله تعالى * (وكفلها زكريا) * [3 / 37] قال الجوهري: وذكر الأخفش أنه قرأ أيضا * (وكفلها) * [3 / 37] بكسر الفاء.
فمن قرأ بالتخفيف قرأ زكريا مرفوعا أي ضمن القيام بأمرها.
وفي الحديث " أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة " إشارة إلى إصبعين:
السبابة والوسطى.
والكافل لليتيم: القائم بأمره المربي له.
وهو من الكفيل: الضمين.
وفيه " لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها " أي حظ ونصيب تكفل بأمره فيوفيه جزاء بما ارتكبه من الاثم وعقوبة ما سنه من القتل.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571