مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ٣٩١
فأطفئوها بالصلاة " (1) المراد بالنيران على قول أهل النظر هي الاعمال القبيحة التي هي سبب لحصول العقاب بالنار، فأطلق اسم النار عليها مجازا من باب تسمية السبب باسم المسبب، وإطفاؤها عبارة عن تكفيرها بالطاعة. وأما على قول أهل الباطن فالنيران هي حقيقتها من حيث أن العمل الحاصل بصورته الظاهرة صورته الحقيقية المعنوية نارا أو جنة، لا أنهما لا يدركان إلا بعد المفارقة. ومثله قوله: * (إنما يأكلون في بطونهم نارا) * [4 / 10].
وفي الحديث كما قيل دلالة على أن الأعمال الصالحة مكفرة للأعمال السيئة، وهو موافق لمذهب المعتزلة القائلين بالاحباط والتكفير، وأما على مذهب أهل الموافاة فيشترط التكفير بها، وجاز توقفه على شرط فتسمية الاطفاء إطفاء باعتبار ما يؤل إليه عند حصول شرطه، تسمية للعلة عند صلاحيتها للتأثير لانضمام ما يكون متمما لها.
والنائرة: العداوة، ومنه " بينهم نائرة " اي شحناء وعداوة.
ومنه الحديث " أطفئوا نائرة الضغائن باللحم والثريد ".
وإطفاء النائرة: عبارة عن تسكين الفتنة، وهي فاعلة من النار.
وفي الحديث تكرر ذكر النورة بضم النون، وهي حجر الكلس، ثم غلبت على اختلاط يضاف إلى الكلس من زرنيخ وغيره تستعمل لإزالة الشعر.
وقوله عليه السلام " أعطاك من جراب النورة لا من العين الصافية " على الاستعارة، والأصل فيه أنه سأل سائل محتاج من حاكم قسي القلب شيئا فعلق على رأسه جراب نورة عند فمه وأنفه كلما تنفس دخل في أنفه منها شئ، فصار مثلا يضرب لكل مكروه غير مرضي.
وتنور الرجل: تطلى بالنورة.
والمنار بفتح الميم: علم الطريق.
والمنار: الموضع المرتفع الذي يوقد في أعلاه النار.
وفي حديث وصف الأئمة " جعلتهم أعلاما لعبادك ومنارا في بلادك " أي هداة يهتدى بهم.

(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571