مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ٣٥٦
بلدة أخرى " أي دفع إليها.
وفي الحديث عن عبيد الله المدائني قال:
قلت لابي عبد الله: وما حد نفيه؟ قال:
" سنة ينفى من الأرض التي فيها إلى غيرها، ثم يكتب إلى ذلك المصر بأنه منفي فلا تؤاكلوه ولا تشاربوه ولا تناكحوه حتى يخرج إلى غيره فليكتب إليهم أيضا بمثل ذلك فلا يزال هذه حاله سنة، فإذا فعل به ذلك تاب وهو صاغر ".
وفيه: " المدينة كالكير ينفى خبثها " أي تخرجه عنها، من نفيته نفيا: أخرجته وفيه: " حج البيت منفاة للفقر (1) " أي مظنة لدفعه.
وللمنفي طرائق ذكرها في المصباح هي انه إذا ورد النفي على شئ موصوف بصفة فإنه يتسلط على تلك الصفة دون متعلقها نحو " لا رجل قائم " فمعناه لا قيام من رجل، ومفهومه وجود ذلك الرجل، ولا يتسلط النفي على الذات الموصوفة، لان الذات لا تنفى وإنما ينفى متعلقاتها.
قال: ومن هذا الباب قوله تعالى:
* (إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شئ) * [29 / 42] فالمنفي إنما هو صفة محذوفة لأنهم دعوا شيئا محسوسا هو الأصنام، والتقدير من شئ ينفعهم أو يستحق العبادة ونحو ذلك، لكن لما انتفت الصفة التي هي الثمرة المقصودة وقع النفي على الموصوف مجازا كقوله تعالى:
* (لا يموت فيها ولا يحيى) * [87 / 13] أي لا يحيى حياة طيبة، ومنه قول أحد الناس: " لا مال لي " أي لا مال كاف أو لا مال لي يحصل به الغنى، وكذلك " لا زوجة لي " اي حسنة ونحو ذلك، وهذه الطريقة هي الأكثر في كلامهم، ولهم طريقة أخرى معروفة وهي نفي الموصوف فتنتفي تلك الصفة بانتفائه، فقولهم: " لا رجل قائم " معناه لا رجل موجود فلا قيام منه، وخرج على هذه الطريقة قوله تعالى: * (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) * [74 / 48] أي لا شافع

(٣٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571