فلا شفاعة منه، وكذا * (بغير عمد ترونها) * [13 / 2] أي لا عمد فلا رؤية، وكذا * (لا يسئلون الناس إلحافا) * [2 / 273] أي لا سؤال فلا إلحاف.
قال: وإذا تقدم النفي أول الكلام كان النفي للعموم نحو " ما قام القوم " فلو كان قد قام بعضهم فلا كذب، لان نفي العموم لا يقتضي نفي الخصوص، ولان النفي وارد على هيئة الجمع لا على كل فرد فرد. وإذا تأخر حرف النفي عن أول الكلام وكان أوله " كل " أو ما في معناه وهو مرفوع بالابتداء نحو " كل القوم لم يقوموا " كان النفي عاما لأنه خبر عن المبتدأ وهو جمع فيجب أن يثبت لكل فرد فرد منه ما يثبت للمبتدأ وإلا لما صح جعله خبرا عنه، وأما قوله:
" كل ذلك لم يكن " - يعني في خبر ذي اليدين - فإنما نفى الجميع بناءا على ظنه أن الصلاة لا تقصر وانه لم ينس منها شيئا، فنفى كل واحد من الامرين بناء على ذلك الظن، ولما تخلف الظن ولم يكن النفي عاما قال له ذو اليدين: وقد كان بعض ذلك يا رسول الله صلى الله عليه وآله، فتردد صلى الله عليه وآله فقال: " أحقا ما قال ذو اليدين "؟ فقالوا: نعم. ولو لم يحصل له الظن لقدم حرف النفي حتى لا يكون عاما وقال: لم يكن كل ذلك - انتهى كلامه.
وهو جيد ينبغي مراعاته في ألفاظ الكتاب والسنة.
ومن كلامهم: " هذا ينافي هذا " أي يباينه ولا يجتمع معه، ومثله قوله:
" وهما متنافيان ".
ن ق ب قوله تعالى: * (فنقبوا في البلاد) * [50 / 31] أي طافوا وتباعدوا، ويقال نقبوا في البلاد: صاروا في نقوبها، أي في طرقها طلبا للهرب، والنقاب: الطريق.
قوله: * (وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا) * [5 / 12] نقيب القوم كالكفيل والضمين: ينقب عن الاسرار ومكنون الاضمار، وإنما قيل نقيب لأنه يعلم دخيلة أمر القوم ويعرف الطريق إلى معرفة أمورهم أي أمرنا موسى بأن يبعث من الأسباط