قيل هو من قبيل النفخ في الزق والنفخ في النار.
قوله: * (ثم نفخ فيه أخرى) * [39 / 68] قيل النفخة الأولى نفخة الإماتة والثانية نفخة الاحياء. وروي عن علي بن إبراهيم باسناده إلى نوير بن أبي فاختة عن علي بن الحسين عليه السلام قال: سئل عن النفختين كم بينهما؟ قال:
ما شاء الله. فقيل له: فأخبرني يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله كيف ينفخ فيه؟ فقال: أما النفخة الأولى فإن الله يأمر إسرافيل فيهبط إلى الدنيا ومعه الصور وللصور رأس واحد وطرفان وبين طرف كل رأس منهما ما بين السماء والأرض.
قال: فإذا رأت الملائكة إسرافيل وقد هبط إلى الأرض ومعه الصور قالوا: قد أذن الله في موت أهل الأرض وفي موت أهل السماء. قال: فيهبط إسرافيل بحضرة بيت المقدس ويستقبل الكعبة [فإذا رأوه أهل الأرض. قالوا أذن الله في موت أهل الأرض. قال]: فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي الأرض فلا يبقى في الأرض ذو روح إلا صعق ومات، ويخرج الصوت من الطرف الذي يلي السماء فلا يبقى في السماء ذو روح إلا صعق ومات إلا إسرافيل [فيمكثون في ذلك ما شاء الله] قال: فيقول الله لإسرافيل " يا إسرافيل مت " فيموت، فيمكثون في ذلك ما شاء الله ثم يأمر الله السماوات فتمور مورا ويأمر الجبال فتسير سيرا، وهو قوله: * (يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا) * يعني يبسط * (وتبدل الأرض غير الأرض) * يعني بأرض لم تكتسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها أول مرة، ويعيد عرشه على الماء كما كان أول مرة مستقلا بعظمته وقدرته.
قال: فعند ذلك ينادي الجبار بصوت من قبله جهوري يسمع أقطار السماوات والأرض " لمن الملك اليوم " فلم يجبه مجيب، فعند ذلك يقول تعالى مجيبا لنفسه " لله الواحد القهار، أنا قهرت الخلائق كلهم فأمتهم، [إني أنا الله] لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي ولا وزير لي، أنا خلقت خلقي وأنا أمتهم بمشيتي وأنا أحييهم بقدرتي ". قال: فينفخ الجبار