مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ٣١٨
والانصات: السكوت والاستماع للحديث، يقال أنصتوه وأنصتوا له.
والانصات للعلماء: السكوت والاستماع لما يقولون.
واستنصت الناس: طلب سكوتهم.
ن ص ح قوله تعالى: * (ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم) * [11 / 34] قوله: * (إن كان الله يريد أن يغويكم) * شرط جزاؤه ما دل عليه، قوله * (لا ينفعكم نصحي) * وهذا الدال في حكم ما دل عليه موصل بشرط يوصل الجزاء بالشرط، كما في قولهم " إن أحسنت إلي أحسنت إليك إن أمكنني كذا ".
قال الشيخ أبو علي قوله * (توبوا إلى الله توبة نصوحا) * [66 / 8] هي فعولا من النصح، وهو خلاف الغش، والتوبة النصوح هي البالغة في النصح التي لا ينوي فيها معاودة المعصية، وقيل هي ندم في القلب واستغفار باللسان وترك بالجوارح وإضمار أن لا يعود (1).
وأصل النصيحة في اللغة الخلوص، يقال نصحته ونصحت له. قال الجوهري:
هو باللام أفصح. قال تعالى: * (وأنصح لكم) * [7 / 62].
وفي الحديث: " ثلاث لا يغل عليها قلب امرئ مسلم " وعد منها النصيحة لائمة المسلمين، قيل هي شدة المحبة لهم وعدم الشك فيهم وشدة متابعتهم في قبول قولهم وفعلهم وبذل جهدهم ومجهودهم في ذلك.
و " النصيحة " لفظ حامل لمعان شتى: فالنصيحة لله الاعتقاد في وحدانيته وإخلاص النية في عبادته ونصرة الحق فيه، والنصيحة لكتاب الله هو التصديق به والعمل بما فيه والذب عنه دون تأويل الجاهلين وتحريف الغالين وانتحال المبطلين، والنصيحة لرسول الله التصديق بنبوته ورسالته والانقياد لما أمر به ونهى عنه. والنصيحة لا تكون قبيحة ولكن ربما يستقبحها السامع لصعوبتها وكم سقت في آثاركم من نصيحة.
وقد يستفيد الظنة المتنصح: أي المبالغ في النصيحة.

(1) مجمع البيان ج 5 ص 318.
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571