مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٨٤
دونه: التفكر في الوسوسة في الخلق والطيرة والحسد، إلا أن المؤمن لا يستعمل حسده) (1) قال الصدوق رحمه الله في الخصال معنى الطيرة في هذا الموضع أن يتطير منهم ولا يتطيرون، وذلك كما حكى الله تعالى عن قوم صالح * (قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله) * وكما قال آخرون لأنبيائهم * (إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم) * وأما الحسد فإنه في هذا الموضع أن يحسدوا لا أنهم يحسدون عليه السلام، وذلك كما حكى الله تعالى * (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) * وأما التفكر في الوسوسة في الخلق فهو بلواهم بأهل الوسوسة لا غير ذلك، كما حكى الله تعالى عن الوليد بن المغيرة * (إنه فكر وقدر) * يعني أنه قال للقرآن * (إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر) * - انتهى.
وفي الخبر (الطيرة شرك ولكن الله يذهبه بالتوكل) قيل إنما جعلت الطيرة من الشرك لأنهم كانوا يعتقدون أن التطير يجلب لهم نفعا ويدفع عنهم ضررا إذا عملوا بموجبه، فكأنهم أشركوه مع الله، ولكن الله يذهبه بالتوكل وليست الكفر بالله، ولو كانت كفرا لما ذهبت بالتوكل ومعناه كما قيل إنه إذا خطر له عارض الطيرة فتوكل على الله وسلم أمره إليه لم يعمل به ذلك الخاطر.
وفيه (الطيرة على ما تجعلها إن هونتها تهونت وإن شدتها تشددت وإن لم تجعلها شيئا لم تكن شيئا) وأصل الطيرة التشاؤم بالطير، ثم اتسع فيها فوضعت موضع الشؤم، فيكون الشؤم بمعنى الكراهة شرعا أو طبعا كعدم القرار على الفرس وضيق الدار. ومنه قوله عليه السلام (لا طيرة فإن تك في شئ ففي الدار والفرس والمرأة).
والطير جمع طائر مثل صاحب وصحب، وجمع الطير طيور وأطيار مثل فرخ وأفراخ. وفي المصباح قال أبو عبيدة وقطرب: ويقع الطير على الواحد والجمع وقال ابن الأنباري الطير جماعة وتأنيثها أكثر من التذكير، ولا يقال للواحد

(1) سفينة البحار ج 2 ص 103
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445