ومثله قوله: * (يطير بموسى ومن معه) * [7 / 131] أي تشاءموا بهم ويقولون لولا مكانهم لما أصابتنا سيئة * (ألا إنما طائرهم عند الله) * أي ألا إنما الشؤم الذي يلحقهم هو الذي وعدوا به من العقاب عند الله بفعله بهم في الآخرة لا ما ينالهم في الدنيا.
قوله: * (كان شره مستطيرا) * [76 / 7] أي منتشرا فاشيا، من قولهم استطار الفجر وغيره أي انتشر.
قوله: * (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم) * [6 / 38] قال الشيخ أبو علي: جمع بين هذين اللفظين جميع الحيوانات، ثم قال:
ومما يسأل عنه لم قال * (يطير بجناحيه) * وقد علم أن الطائر لا يطير إلا بجناحيه؟
فالجواب إنما جاء للتوكيد ورفع اللبس، لان القائل قد يقول طرفي حاجتي أي أسرع بها، وقيل إنما قال * (بجناحيه) * لان السمك يطير في الماء ولا أجنحة لها، وإنما خرج السمك عن الطائر لأنه من دواب البحر، وقوله * (إلا أمم أمثالكم) * يريد أشباهكم في إبداع الله إياها وخلقه لها ودلالتها على أن لها صانعا، وقيل إنما مثلت الامر من غير الناس بالناس في الحاجة إلى مدبر يدبرهم في أغذيتهم وأكلهم ولباسهم ونومهم ويقظتهم وهدايتهم إلى مراشدهم إلى ما لا يحصى.
وفي الحديث (ثلاث لا يسلم منها أحد الطيرة والحسد والظن. قيل: فما نصنع؟
قال: إذا تطيرت فامض، وإذا حسدت فلا تبغ، وإذا ظننت فلا تحقق).
وفيه (لا عدوى ولا طيرة) (1) هي بكسر الطاء وفتح الياء وقد تسكن، مصدر تطير، يقال تطير طيرة وتحير حيرة، ولم يجئ من المصادر كذا غيرهما، وأصله فيما يقال التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغير ذلك، وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع. وقد مر في عدا تمام البحث في الحديث.
وفيه (رفع عن أمتي تسعة أشياء) (2) وعد منها الطيرة، ولعل المراد رفع المؤاخذة فيها.
وفيه (ثلاثة لم ينج منها نبي فما