مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٨
أي وقت ارتفاع الشمس، وخصه لقوة النهار فيه، أو لتكليم موسى فيه، أو أراد النهار لمقابلته بالليل.
قوله تعالى: * (يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها) * [79 / 46] قيل:
معناه * (يوم يرونها) * أي يعاينون القيامة * (لم يلبثوا) * في الدنيا * (إلا عشية أو ضحاها) * وقيل: معناه إذا رأوا الآخرة صغرت الدنيا في أعينهم حتى كأنهم لم يقيموا بها إلا مقدار عشية أو مقدار ضحى تلك العشية. ومثله قوله: * (كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار) * [46 / 35].
وفى الحديث: (أضح لمن أحرمت له) (1) أي أظهر واعتزل الكن والظل.
يقال: (ضحيت للشمس وضحيت) إذا برزت لها وظهرت. وفى الصحاح: يرويه المحدثون أضح بفتح الألف وكسر الحاء وإنما هو بالعكس - انتهى.
و (ضحوة النهار) بعد طلوع الشمس قال الجوهري: ثم بعده الضحى وهي حين تشرق الشمس، مقصورة تؤنث وتذكر فمن أنث ذهب إلى أنها جمع ضحوة، ومن ذكر ذهب إلى أنها اسم على فعل مثل صرد، وهو ظرف غير متمكن مثل سحر ويقال: (لقيته ضحى) إذا أردت به ضحى يومك [لم تنونه]، ثم بعده الضحاء ممدود مذكر وهو عند ارتفاع النهار الأعلى، تقول منه: (أقمت بالمكان حتى أضحيت).
وفى دعاء الاستسقاء: (حتى ضاحت بلادنا واغبرت أرضنا) أي برزت للشمس وظهرت بعد النبات فيها، من (ضحيت للشمس) برزت، والمروي عن علي (ع): (إن ضاحت جبالنا) وسيجئ في محله انشاء الله تعالى.
والأضحى من الخيل: الأشهب والأنثى ضحياء.
و (ضاحية كل شئ) ناحيته البارزة، ومنه (ينزلون الضواحي) وفلان أضحى

(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445