مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٤٨
المذكور في الآية، قيل: المراد ذبائح أهل الكتاب، نقلا عن أكثر المفسرين وأكثر الفقهاء، وبه قال جماعة من أصحابنا ثم اختلفوا، منهم من قال: أراد به ذباحة كل كتابي ممن أنزل عليه التوراة والإنجيل ومن دخل في ملتهم ودان بدينهم وإن لم يكن منهم، ثم نقل غير ذلك، إلى أن قال: وقيل المراد بالطعام ذبائحهم وغيرها من الأطعمة، وقيل: إنه يختص بالحبوب وما لا يحتاج فيه إلى التذكية، وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام (1).
وطعم يطعم: إذا أكل.
قال تعالى: * (فإذا طعمتم فانتشروا) * [33 / 53].
وطعمته أطعمه من باب تعب طعما بفتح الطاء، ويقع على كل ما يساغ حتى الماء، وذوق الشئ. وفي التنزيل * (ومن لم يطعمه فإنه مني) * [2 / 249] أي من لم يذقه (2).
والطعم - بفتح فسكون -: ما يؤديه الذوق، يقال طعمه مر أو حلو أو نحو ذلك.
واستطعمه: سأله أن يطعمه قال تعالى * (حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها) * [18 / 78].
واستطعمت الطعام: ذقته لأعرف طعمه، وتطعمته كذلك.
وفي الحديث (نهى عن بيع الثمرة حتى تطعم) بضم تاء وكسر عين أي حتى يبدو صلاحها، يقال أطعمت الشجرة:
إذا أثمرت، وأطعمت الثمرة: إذا أدركت.
وفيه (إني لا أمتنع من طعام طعم منه السنور) أي ذاقه وأكل منه.
وفيه (لا تدخلوا الحمام حتى تطعموا شيئا) أي حتى تأكلوا.
وفي حديث زمزم (إنه طعام طعم) بالضم أي يشبع منه الانسان. قاله في

(1) تلخيص من مجمع البيان ج 3 ص 162.
(2) قال تعالى: * (فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني) * فاستعمل الطعم هنا في تناول الماء.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445