مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٤١٨
كان من جهة الفقر فهو فقير مسكين وحلت له الصدقة، وإن كانت لغير الفقر فلا تحل له، وسائغ في اللغة ضرب فلان المسكين وهو من أهل الثروة واليسار.
وعن ابن السكيت الفقير الذي له بلغة من العيش، والمسكين الذي لا شئ له.
وقال الأصمعي أحسن حالا من الفقير، وقال يونس بالعكس من ذلك. قال قلت لاعرابي: أفقير أنت؟ قال: لا والله بل مسكين. وقال ابن الأعرابي: الفقير الذي لا شئ له والمسكين مثله.
وقال بعض المحققين: الفقير والمسكين متحدان في الاشتراك بوصف عدمي هو عدم وفاء الكسب والمال بمؤنته ومؤنة العيال، إنما الخلاف في أن أيهما أسوأ حالا. فقال الفراء وتغلب وابن السكيت هو المسكين، وبه قال أبو حنيفة، ووافقهم من علماء الشيعة الإمامية ابن الجنيد وسلار والشيخ الطوسي في النهاية لقوله تعالى: * (أو مسكينا ذا متربة) * وهو المطروح على التراب لشدة الاحتياج، ولان الشاعر قد أثبت للفقير مالا في قوله:
أنا الفقير الذي كانت حلوبته وفق العيال فلم يترك له سبد وقال الأصمعي: الفقير أسوأ حالا، وبه قال الشافعي ووافقه من الامامية المحقق ابن إدريس الحلي والشيخ أبو جعفر الطوسي في المبسوط والخلاف، لان الله بدأ به في آية الزكاة، وهو يدل على الاهتمام بشأنه في الحاجة واستعاذة النبي صلى الله عليه وآله من الفقر مع قوله (اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني مع المساكين) (1) لان الفقير مأخوذ من كسر الفقار من شدة الحاجة وإثبات الشاعر المال للفقير لا يوجب كونه أحسن حالا من المسكين، فقد أثبت تعالى للمسكين مالا في آية السفينة.
ثم قال: والحق أن المسكين أسوأ حالا من الفقير، لا لما ذكر بل لما روي في الصحيح عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال: قلت لابي عبد الله قول الله تعالى: * (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) * قال: (الفقير الذي لا يسأل الناس،

(1) سفينة البحار ج 2 ص 378.
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445